كشف زعماء أكراد سوريون عن عقد حوارات بينهم وبين الحكومة السورية بوساطة روسية لبحث قضية الحكم الذاتي للأكراد. وأوضح المسؤولون أن المحادثات لم تسفر عن شيء، لكنهم أعربوا عن اعتقادهم بأن تصويت أكراد العراق بالموافقة على الاستقلال في الاستفتاء الذي أجري أخيراً قد يدعم أكراد سورية إذا ضغطوا على حكومة دمشق للتفاوض من أجل الحصول على حكم ذاتي. وتعارض دمشق خطط الحكم الذاتي التي اكتسبت قوة زخم خلال الصراع السوري. لكن وزير الخارجية وليد المعلم قال هذا الأسبوع إن الحكومة مستعدة للمحادثات مع الأكراد بعد أن تنتهي الحرب ضد «داعش». وقالت السياسية الكردية البارزة إلهام أحمد ل «رويترز» إن مسؤولين من المناطق التي يقودها الأكراد في سورية اجتمعوا بالفعل مع حكومة دمشق مرتين لكن الحوار الذي توسطت فيه روسيا لم يسفر عن شيء. وقالت إلهام أحمد «التأثيرات إذا راح تكون مثل تصريحات المعلم راح تكون إيجابية». وأضافت أن الاستفتاء الذي أجري يوم الاثنين في كردستان العراق قد يدفع السلطات الكردية هناك إلى فتح طرق مع المناطق المستقلة التي أقامها أكراد سورية وحلفاؤهم في شمال البلاد. وأجرى أكراد العراق استفتاءهم في تحدٍ لحليفتهم الولاياتالمتحدة ولحكومة بغداد وللجارتين تركيا وإيران. وجاءت نسبة الموافقة على الانفصال عن العراق بغالبية كاسحة لكن الاستفتاء ليس ملزماً. ويقول زعماء الأكراد عبر الحدود في سورية إنهم لا يرغبون في الانفصال. وكانت «وحدات حماية الشعب الكردية» وحلفاؤها أقامت مقاطعات في الشمال منذ 2011. وسيطرت الوحدات على أراضٍ واسعة من «داعش» بمساعدة الولاياتالمتحدة على رغم معارضة واشنطن لخططهم المتعلقة بالحكم الذاتي. وتسيطر الأحزاب الكردية الرئيسية في سورية حالياً على ربع مساحة البلاد تقريباً وتمثل «وحدات حماية الشعب الكردية» الأساس العسكري. وتقول الأحزاب إنها تسعى الى الحصول على حكم ذاتي في إطار دولة سورية «لا مركزية». وقالت إلهام أحمد «وجهنا رسائل من طريق بيانات وتصريحات إنو نحنا جاهزين للتفاوض.. خبرنا الروس إنو لازم يقنعوا النظام (الحكومة) بالتفاوض». وأضافت أنه خلال الاجتماعين «ما أبدوا جدية» في ما يتعلق بإجراء محادثات في شأن مستقبل مناطق الحكم الذاتي ولطلب إقامة نظام اتحادي لسورية. وتابعت أن الحكم الذاتي لا يعني الانفصال. وقالت سياسية كردية أخرى بارزة تدعى فوزة يوسف إن استفتاء أكراد العراق ربما ساهم في أن تتخذ دمشق نهجاً أكثر توافقاً تجاه الأكراد في سورية. وتابعت: «هاي خطوة إيجابية ونضالنا خلال هالست سنين... النجاحات العسكرية وكمان الظروف الموضوعية في المنطقة كلها بتفرض التوافق على الحكومة السورية». وقالت فوزة يوسف إن الأكراد في شمال سورية يدعمون حق أكراد العراق في تقرير مصيرهم لكنهم لا يتطلعون الى السير على نهجهم وإجراء استفتاء مثل الذي أجري هذا الأسبوع. وأضافت: «الواقع بسورية وبالعراق يختلفو مو زي الشيء... إذا تم إقصاء الشعب الكردي وتجريده من حقوقه السياسية والثقافية... هذا الإقصاء والتهميش مع الزمن راح طبعاً يؤدي إلى الانقسام والانفصال». والمرأتان عضوان بارزان في السلطات التي يقودها الأكراد والتي تدير مناطق في شمال سورية. وتقول إلهام أحمد التي تشارك في رئاسة الجناح السياسي للقوة إن الأراضي التي سيطرت عليها «قوات سورية الديموقراطية» حتى الآن في دير الزور تنتج الحبوب وهي ممر للواردات إلى سورية. وقالت: «إذا بدهم (كانوا يريدون) يستمروا بأسلوب التهديد وكذا يعني ما راح يستفاد من هالشي (هذا الشيء). لكن إذا بيفهموا إن الحوار أصح ولا بد يتحاور لحتى يحل القضية بيكون هذا الموقف أصح». لكنها تقول إن التوترات في شرق سورية قد تؤدي إلى تحول موقف الحكومة لأن دمشق قد تشعر بالقلق من فتح جبهة قتال جديدة.