بدأت عملية التصويت في استفتاء استقلال كردستان في الخارج أمس السبت، وفقاً لما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، شمالي العراق، مبينة أن العملية ستستمر لمدة ثلاثة أيام، ومؤكدة أن الاستفتاء سيجري في موعده المقرر غداً الإثنين، وسط معارضة عراقية ودولية بشأنه. وأفادت اللجنة المسؤولة عن عملية الاستفتاء، بأن نسبة المشاركة "مرتفعة في التصويت الإلكتروني"، المتاح للأكراد في الخارج، دون ذكر أرقام محددة. ورغم اجتماع الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد أمس، مع وفد المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان، إلا أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أكد أنه لا تراجع عن قرار الاستفتاء، ولكن يمكن في المقابل تأجيل الاستقلال عامين، بعد التفاوض مع بغداد على تفاصيل الانفصال عن العراق. وأوضح بيان عراقي رسمي عقب المباحثات في بغداد، "أن الأزمة الحالية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، ويجري بحث السبل الكفيلة بالخروج منها بما يضمن الاستقرار في البلاد". إصرار وأشار البرزاني إلى أنه "يمكننا الاتفاق مع بغداد على الاستقلال والحدود والمياه والنفط والغاز، بإشراف المجتمع الدولي، وأن نصبح جيراناً متعاونين دون أي خلافات، ويمكننا الانتظار عاماً أو عامين، قبل إعلان الاستقلال"، ورداً على رفض بغداد لفكرة الاستفتاء، أضاف "حين تقول بغداد، نحن لن نقبل بالاستفتاء لا الآن ولا مستقبلاً، نرد بالقول إننا لن نقبل بالتبعية لا الآن، ولا مستقبلاً". ويصر إقليم كردستان على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر، من دون تأجيل، لأنه استفتاء على حق تقرير المصير، وفقاً لبيان المجلس الأعلى في أربيل، عاصمة الإقليم. الأحزاب المشاركة كما أعلنت الأحزاب الكردستانية في مدينة كركوك، باستثناء الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، التزامها بقرارات وتوصيات المجلس الأعلى للاستفتاء لإجراء الاستفتاء في موعده الإثنين. وأوضحت الأحزاب الكردستانية، "أننا كأحزاب كردستانية نؤكد مرة أخرى التزامنا بقرارات وتوصيات المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان، وعلى المواطنين في كركوك التوجه وبكل فخر إلى صناديق الاقتراع في 25 من الشهر الجاري، للتصويت بنعم على استقلال كردستان، كما ندعو القوات الأمنية إلى حفظ الأمن والاستقرار في كركوك أثناء التصويت". مخاوف كركوك وتهافت سكان مدينة كركوك شمال بغداد أمس، على شراء المؤن والمواد الغذائية مع قرب الاستفتاء المثير للجدل على استقلال إقليم كردستان، خوفاً من تدهور أمني. وكركوك ليست جزءاً من المحافظات الثلاث التي تشكل منطقة الحكم الذاتي في كردستان، وهي منطقة متنازع عليها بين حكومة بغداد والأكراد، لذا يخشى سكان المحافظة الغنية بالنفط، تدهوراً في الأوضاع الأمنية، بعدما صوت مجلس المحافظة على أن تشملها عملية التصويت، مثيراً بذلك استياء بغداد، ورئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي. رفض دولي وفي سياق متصل، أعربت تركيا عن رفضها ومعارضتها الشديدة للاستفتاء، وتعهد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، باتخاذ خطوات أمنية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية، رداً على الاستفتاء الذي يعتزم إقليم كردستان إجراءه للانفصال عن العراق، مشيراً إلى أن "هذه الخطوات ستتخذ بالتعاون الوثيق مع العراق، وإيران وبلدان مجاورة أخرى". وتخشى عدة دول من تبعات الاستفتاء، خاصة تركيا وإيران، اللتان تخشيان من انتقال عدوى الانفصال إلى سكانهم الأكراد، ومن مطالبات محلية مشابهة في بلدانهم. ويشارك نحو خمسة ملايين شخص في مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في شمال العراق، في استفتاء غير ملزم على الاستقلال غداً الإثنين، وسيجيب المشاركون في الاستفتاء ب"نعم" أو "لا"، على سؤال "هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم، أن تصبح دولة مستقلة؟".