أظهر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مرة أخرى مكانته بين العظماء وقدرته على حمل برشلونة الإسباني على كتفيه، وخفّف الضغط عن رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو بعدما قاد الفريق الكاتالوني لفوز ثأري كبير على ضيفه يوفنتوس الإيطالي وصيف البطل 3-صفر في الجولة الأولى من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا. وتألّق ميسي أمس (الثلثاء) على ملعب "كامب نو" بتسجيله ثنائية وتسببه أيضاً بالهدف الثالث الذي كان من نصيب الكرواتي إيفان راكيتيتش، رافعاً رصيده إلى 8 أهداف في 6 مباريات خاضها في جميع المسابقات هذا الموسم، وإلى 99 هدفاً أوروبياً في مسيرته، بينها 96 في دوري الأبطال مقابل ثلاثة في الكأس السوبر. وثأر برشلونة لخروجه الموسم من الدور ربع النهائي للمسابقة القارية على يد يوفنتوس بالخسارة أمامه ذهاباً صفر-3 ثمّ التعادل إياباً صفر-صفر، علماً أن الطرفين تواجها أيضاً في نهائي 2015 وخرج حينها برشلونة منتصراً 3-1، ثم تكررت خيبة يوفنتوس أمام الإسبان بخسارته نهائي الموسم الماضي أمام ريال 1-4. وارتدى الفوز الكبير على بطل إيطاليا في المواسم الستة الأخيرة، أهمية كبيرة بالنسبة لميسي ورفاقه في الفريق الكاتالوني، لاسيما في ظل الأجواء المتوترة مع رئيس النادي بارتوميو الذي يطالبه الجمهور بالرحيل. وعلى رغم البداية القوية لبرشلونة الذي يتصدّر الدوري المحلي بفارق 4 نقاط عن غريمه ريال مدريد حامل اللقب وبطل دوري الأبطال في الموسمين الأخيرين، ظهر السبت إلى العلن بعد المباراة أمام الجار إسبانيول (5-صفر) حجم النقمة على رئيس النادي الذي توترت علاقته بالجمهور على خلفية انتقال النجم البرازيلي نيمار إلى باريس سان جرمان الفرنسي وما رافقه من دعوى قضائية رفعها الرئيس ضد اللاعب يطالبه فيها بتعويض مالي. وما يثير قلق الجماهير أن ميسي الذي سجّل السبت ثلاثية، لم يوقع حتى الآن على عقده الجديد مع النادي رغم التوصل في الخامس من تموز (يوليو) إلى اتفاق بتمديد ارتباطه مع "بلاوغرانا" حتى 2021. وحاول بارتوميو الثلثاء التخفيف من حدة التوتر من خلال الإشادة بميسي، قائلاً "ليو ميسي فريد من نوعه، إنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم وأظهر ذلك مجدداً في دوري الأبطال". وتابع لمحطة "ميغا" التلفزيونية "أظهر ذلك في كل مباراة، لهذا السبب هو الأفضل". وضم برشلونة الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي (20 عاماً) من بوروسيا دورتموند الألماني في صفقة قد تصل قيمتها إلى 147 مليون يورو بهدف تعويض نيمار، إلا أنه فشل في ضم أبرز هدف له، وهو صانع الألعاب البرازيلي فيليبي كوتينيو، بعد أسابيع من الأخذ والرد مع ناديه ليفربول الإنكليزي. وعلى رغم صفقة التعاقد مع ديمبيلي الذي شارك الثلثاء أساسياً للمرة الأولى بقميص "بلاوغرانا"، لم تكن الجماهير راضية على بارتوميو الذي واجه موقفه من نيمار معارضة من أبرز لاعبي الفريق الذين نشروا صورا لهم مع البرازيلي رداً على رئيس النادي. وحتى بعد الفوز الكبير السبت على إسبانيول، وقف قسم كبير من الجمهور في صفوف طويلة للتوقيع على عريضة حجب الثقة عن الرئيس بمبادرة من المرشح السابق للمنصب أغوستي بينيديتو. وحاول بارتوميو الثلثاء استمالة الجمهور والإستفادة من البداية القوية للفريق إن كان محلياً أو قارياً، من أجل إقناعه برفض التوقيع على العريضة التي تطالب بتنحيه عن منصبه، مضيفاً "أن التصويت على رفع الثقة عني هو محاولة من أحد الأعضاء من أجل الإرتقاء بمكانته. من حقه القيام بذلك، لكني لا أرى أن هناك ظروفاً استثنائية للمضي في هذه العريضة". وتابع "لا أرى أن هناك أزمة رياضية لأننا بدأنا مشروعنا مع (المدرب الجديد) أرنستو فالفيردي بشكل جيّد جداً. على الصعيد الإقتصادي، النادي في وضع صحي للغاية والإيرادات كانت قياسية". وكان فالفيردي يخوض مباراته القارية الأولى كمدرب لبرشلونة، لكنها ليست مشاركته الأولى في دوري الأبطال إذ أشرف سابقاً على ثلاثة أندية لعبت تحت قيادته في المسابقة القارية وهي أولمبياكوس اليوناني وفالنسيا وأتلتيك بلباو الإسبانيان، لكن أياً منها لم يصل إلى أبعد من الدور الثاني. لكن بوجود ميسي، بإمكان فالفيردي أن يفكّ هذه العقدة لاسيما أن النجم الأرجنتيني في صفوف فريقه هذه المرة وليس الخصم الذي قض مضجعه عندما واجهه في الدوري المحلي إن كان مع إسبانيول أو فالنسيا وبلباو. واعترف فالفيردي أن وجود ميسي في المعسكر نفسه أسهل بكثير عليه كمدرّب، مضيفاً "عانيت مرات عدة من اللعب ضد ميسي، والآن أنا محظوظ لكونه في فريقي. نعلم أنه عندما يستلم الكرة فأي شيء قد يحصل. اليوم (الثلثاء) فتح المباراة في لحظة واحدة عندما رأى فجوة لم يراها أحد". وعلى رغم الفترة القصيرة له كمدرب لبرشلونة، اختبر فالفيردي فترتين متناقضتين تماماً، الأولى عندما أذلّ برشلونة أمام غريمه ريال مدريد بالخسارة أمامه على أرضه 1-3 ذهاباً ثمّ صفر-2 إياباً في الكأس السوبر الإسبانية، والثانية عندما حقّق الفريق ثلاثة انتصارات متتالية في الدوري المحلي قبل أن يضيف فوز الثلثاء في دوري الأبطال. وتحدّث عن هذه المسألة قائلاً "في كرة القدم عندما تخسر، تشعر بأنك لن تفوز أبداً، لكن عندما تفوز يراودك الشعور بأن الفوز سيكون حليفك على الدوام"، محذراً لاعبيه من التراخي وأنه "داخل النادي، يتوجّب علينا المحافظة على الهدوء لأننا ندرك مدى صعوبة كل مباراة".