تتجه الأنظار غداً الثلاثاء إلى ملعب «كامب نو» حيث يتواجه برشلونة الإسباني مع ضيفه يوفنتوس الإيطالي، وصيف البطل، في مباراة افتتاحية ثأرية لحساب الدور الأول من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وترتدي المواجهة بين الفريقين في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة التي تضم أيضا أولمبياكوس اليوناني وسبورتينغ لشبونةالبرتغالي، طابعا ثأريا بالنسبة لبرشلونة الذي انتهى مشواره في المسابقة الموسم الماضي على يد بطل إيطاليا بخسارته أمامه في الدور ربع النهائي صفر-3 ذهابا، قبل تعادلهما صفر-صفر إيابا في «كامب نو». ويدخل الفريقان مباراتهما الأولى في المسابقة القارية في وضع مشابه إلى حد ما، إذ خسر كل منهما ركيزة اساسية في تشكيلته بعد رحيل النجم البرازيلي نيمار عن برشلونة وانتقاله إلى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، ورحيل نجم الدفاع ليوناردو بونوتشي عن يوفنتوس وانتقاله إلى الغريم ميلان. ورغم حجم هذين اللاعبين وتأثيرهما على أسلوب لعب الفريقين، كانت البداية مثالية بالنسبة لهما في الدوري المحلي إذ فاز كل منهما بمبارياته الثلاث الأولى بفضل تألق الأرجنتينيين ليونيل ميسي وباولو ديبالا، إذ سجل كل منهما خمسة أهداف لبرشلونة ويوفنتوس على التوالي. ورغم البداية القوية لبرشلونة الذي يتصدر الدوري المحلي بفارق 4 نقاط عن غريمه ريال مدريد حامل اللقب وبطل دوري الأبطال في الموسمين الأخيرين، ظهر السبت إلى العلن بعد المباراة أمام الجار إسبانيول (5-صفر) حجم النقمة على رئيس النادي الكاتالوني جوسيب ماريا بارتوميو الذي طالبه الجمهور بالاستقالة من منصبه. وتوترت العلاقة بين الجمهور ورئيس النادي على خلفية انتقال نيمار إلى باريس سان جرمان وما رافقه من دعوى قضائية رفعها الأخير ضد اللاعب البرازيلي يطالبه فيها بتعويض مالي. وفي ما بدا أنها محاولة للرد على الانتقادات، لا سيما في ظل الصفقات الضعيفة في سوق الانتقالات والفشل في تعويض رحيل النجم الدولي البالغ 25 عاما رغم التعاقد مع الفرنسي عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 105 ملايين يورو، أدلى بارتوميو بتصريحات نشرت في وقت متزامن الثلاثاء الماضي في صحيفتين كاتالونيتين هما «سبورت» و«موندو ديبورتيفو». وقال بارتوميو ل«موندو ديبورتيفو»، «يبدو فريقنا أقل قوة إلا أن هذا ليس صحيحا. في كل مركز، نحن نطمح لكي نصبح فريقا أفضل». أضاف «الناس سيرون أن فريق الموسم الحالي سيكون أكثر تنافسية من الموسم المنصرم، بالتأكيد من دون نيمار ولكن مع لاعبين مثل (الفرنسي عثمان) ديمبيلي. لم يعد لدينا الثلاثي ميسي-سواريز-نيمار، لكن أصبحنا أكثر توازنا على الملعب». وفي تصريحاته ل«سبورت»، قال بارتوميو «بالنسبة الى برشلونة، إنها فرصة للانتهاء من الثلاثي والتركيز على اللعب الجماعي (...) التمريرات القصيرة في وسط الملعب شكلت تقليديا نقطة قوة برشلونة». عريضة تطالب برحيل بارتوميو وضم برشلونة ديمبيلي (20 عاما) من دورتموند في صفقة قد تصل قيمتها إلى 147 مليون يورو. إلا أنه فشل في ضم أبرز هدف له، وهو صانع الألعاب البرازيلي فيليبي كوتينيو، بعد أسابيع من الأخذ والرد مع ناديه ليفربول الإنجليزي. لكن رغم هذه الصفقة، لم تكن الجماهير راضية على بارتوميو الذي واجه موقفه من نيمار معارضة من أبرز لاعبي الفريق الذين نشروا صورا لهم مع البرازيلي ردا على رئيس النادي. وحتى بعد الفوز الكبير السبت على إسبانيول، وقف قسم كبير من الجمهور في صفوف طويلة للتوقيع على عريضة حجب الثقة عن الرئيس بمبادرة من المرشح السابق للمنصب أغوستي بينيديتو. وما يثير قلق الجماهير أن ميسي الذي سجل السبت ثلاثية، لم يوقع حتى الآن على عقده الجديد مع النادي رغم التوصل في الخامس من يوليو إلى اتفاق بتمديد ارتباطه مع «بلوغرانا» حتى 2021. والوضع ذاته ينطبق على قائد الفريق أندريس إنييستا الذي ينتهي عقده الحالي في نهاية الموسم، وهو نفى ما قاله بارتوميو عن اتفاق مبدئي مع اللاعب البالغ 33 عاما لتمديد عقده. وبعيدا عن المشاكل مع بارتوميو، يبدو برشلونة مرشحا للحصول على إحدى بطاقتي المجموعة إلى الدور الثاني، على غرار يوفنتوس الذي نجح الموسم الماضي في الثأر لخسارته نهائي 2015 أمام النادي الكاتالوني (1-3)، لكن حلمه بإحراز اللقب انتهى مجددا عند عتبة المباراة النهائية بخسارته أمام ريال مدريد 1-4. سان جرمان للإعلان عن نفسه باكرا وفي المجموعة الثانية، يسعى سان جرمان للتأكيد منذ المباراة الأولى بأنه سيكون الرقم الصعب في المسابقة هذا الموسم عندما ينتقل وثلاثيه الضارب نيمار والأوروغوياني ادينسون كافاني وكيليان مبابي إلى غلاسكو لمواجهة سلتيك بطل أسكتلندا. ويأمل سان جرمان أن يمحو من الذاكرة الهزيمة التاريخية التي مني بها في اياب الدور ثمن النهائي الموسم الماضي أمام برشلونة 1-6 بعد أن فاز ذهابا على ارضه 4-صفر. ويبدو نادي العاصمة قادرا هذا الموسم على الذهاب بعيدا في المسابقة التي وصل فيها إلى نصف النهائي للمرة الأخيرة عام 1995، بعد ضم نيمار ومبابي الذي انتقل إلى صفوفه من موناكو على سبيل الإعارة مع خيار شرائه نهائيا مقابل 180 مليون يورو. ويبدو الصراع على صدارة هذه المجموعة محصورا بين سان جرمان، الفائز بمبارياته الخمس الأولى في الدوري بفضل 7 أهداف لكافاني و4 لنيمار، والعملاق البافاري بايرن ميونيخ الألماني الذي يبدأ مشواره على أرضه ضد اندرلخت البلجيكي. وفي المجموعة الأولى، يسجل مانشستر يونايتد الإنجليزي، بطل «يوروبا ليغ»، عودته إلى دوري الأبطال بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بلقاء ضيفه بازل السويسري، في مباراة تبدو في متناوله رغم فشله السبت في تحقيق فوزه الرابع تواليا في الدوري الممتاز بتعادله خارج ملعبه مع ستوك سيتي (2-2). وتضم المجموعة بنفيكا بطل البرتغال الذي يستضيف بدوره سسكا موسكو الروسي. ومن جهته، يبدأ تشلسي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز مشوار العودة إلى المسابقة بقيادة المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي على أرضه ضد المغمور قره باغ الأذربيجاني الذي تأهل إلى دور المجموعات للمرة الأولى. وتضم المجموعة الثالثة منافسين ليسا سهلين على الإطلاق هما روما الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني وصيف 2014 و2016 واللذان يتواجهان على الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية.