قبل أيام من طرح الولاياتالمتحدة الإثنين مسودة قرار في مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية قد تشكل ضربة قاضية لنظامها، أيدت الصين أمس، اتخاذ المجلس «تدابير إضافية ضرورية» ضد حليفتها، شرط أن يلي ذلك حل تفاوضي للأزمة. وتتضمن مسودة العقوبات التي اقترحتها أميركا رداً على تجربة كوريا الشمالية النووية الأحد الماضي، حظراً على الواردات النفطية للدولة الشيوعية وصادراتها من النسيج ومنع توظيف مواطنيها في الخارج، إضافة إلى تجميد أصول زعيمها كيم جونغ أون ومنعه من السفر. وكان لافتاً تحذير وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، من أنه إذا لم يقرّ مجلس الأمن مسودة العقوبات الجديدة على كوريا الشمالية، سيوقع الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً «جاهزاً» لمعاقبة أي دولة تنفذ نشاطات تجارية مع بيونغيانغ، التي توعّد وفدها المشارك في منتدى فلاديفوستوك الاقتصادي أقصى شرق روسيا ب «رد مضاد قوي على التآمر الوحشي للولايات المتحدة من أجل فرض عقوبات علينا». وكانت كوريا الشمالية نظمت ليل الأربعاء، احتفالاً شعبياً لتكريم العلماء الذين ساهموا في إجراء أكبر تجربة نووية في تاريخ البلاد. وأطلقت الألعاب النارية في سماء بيونغيانغ، كما خرجت مسيرات حاشدة في المدينة. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى تفاؤلاً بأن أزمة كوريا الشمالية لن تتطور إلى صراع على نطاق واسع تستخدم فيه أسلحة نووية، «لأن المنطق السليم سينتصر، خصوصاً أن إدارة الرئيس الأميركي ترامب أظهرت رغبتها في نزع فتيل التوتر مع كوريا الشمالية». وكرر دعوته إلى الحوار «لأنه يستحيل ترهيب كوريا الشمالية التي تخشى أن يكون تجميد برنامجها النووي مقدمة لما يرقى إلى دعوة إلى المقبرة». واستخدم الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، لهجة «التفاؤل» ذاتها بقوله إن «الحرب لن تندلع في شبه الجزيرة الكورية على رغم تصاعد التوترات بدرجة كبيرة»، مشيراً إلى أنه اتفق مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خلال لقائهما في فلاديفوستوك على إقناع الصينوروسيا بخفض إمدادات النفط لكوريا الشمالية بأكبر مقدار ممكن. إلى ذلك، صرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بأن التكتل يُعد لفرض عقوبات جديدة مكملة لعقوبات الأممالمتحدة على كوريا الشمالية، رداً على تجربتها النووية الأخيرة. لكنها استدركت أنه «لا بد من تفادي الدخول في دوامة مواجهة عسكرية قد تنطوي على أخطار كبيرة ليس فقط على المنطقة، بل أيضاً على العالم». في بكين، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه «استناداً إلى التطورات الجديدة في شبه الجزيرة الكورية، توافق الصين على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن خطوات إضافية من خلال إقرار التدابير الضرورية، على رغم أننا نعتقد بأن العقوبات والضغوط لا تشكل إلا نصف مفتاح تسوية الأزمة مع نظام كيم». وزاد: «النصف الثاني من الحل يمر عبر الحوار والتفاوض. ولن نستطيع حلحلة مسألة النووي في شبه الجزيرة الكورية إلا بتشغيل الوسيلتين اللتين لا يمكن تجاهل أي منهما». وختم الوزير بأن بكين «تتطلع إلى تضامن أكبر بين أعضاء مجلس الأمن، من أجل بناء إجماع والتكلم بصوت واحد». وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ أكد في اتصال هاتفي أجراه ليل الأربعاء مع نظيره الأميركي ترامب، عزم بكين على حل أزمة كوريا الشمالية عبر مفاوضات «تؤدي إلى تسوية سلمية». وأكدت وزارة التجارة الصينية أنها ستواصل التعامل مع القضايا التجارية لكوريا الشمالية «على نحو يصب في مصلحة السلام والاستقرار، ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية». ثم قدمت وزارة الخارجية الصينية احتجاجاً «شديداً» لدى كوريا الجنوبية على تسريعها عملية نشر نظام «ثاد» الأميركي للدفاع الصاروخي في أراضيها، والذي تعترض بكين على القدرات الكبيرة لراداره العملاق.