أطلقت موسكو مساعي وساطة بين بيونغيانغ وغريمتيها سيول وطوكيو، فيما نفذت بكين مناورات ل «صد هجمات من البحر» بالتزامن مع تهديدات أميركية باستهداف كوريا الشمالية بعد تفجيرها رأساً نووياً الأحد. وأكد الرئيس دونالد ترامب ليل أمس «إن عملاً عسكرياً ضد كوريا الشمالية ليس الخيار الأول». وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي خلال لقائهما على هامش منتدى اقتصادي في مدينة فلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا) أمس، «ضرورة تهدئة التوتر» في أزمة البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية. لكنهما لم يتفقا على فرض عقوبات جديدة على بيونغيانغ بعد تجربتها الأخيرة. وكرر مون مطالبته بحرمان الدولة الشيوعية من وارداتها النفطية، ما يؤدي وفق خبراء إلى «تأثير كارثي في الكوريين الشماليين، ويوجه ضربة قاضية إلى النظام الحاكم». أما بوتين، فحذر مجدداً من أن «العقوبات والضغوط لن تحل المشكلة»، ودعا إلى عدم «الانجرار وراء المشاعر وحشر بيونغيانغ»، مضيفاً: «من دون أدوات سياسية وديبلوماسية يستحيل تحقيق تقدم في الوضع الحالي». وفيما شدد مون على أنه «لا يمكن التكهن بما سيكون عليه الحال إذا لم تكف كوريا الشمالية عن أفعالها الاستفزازية التي جعلت الوضع بالغ التعقيد في شبه الجزيرة الكورية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لقاءات ستُعقد مع وفد كوريا الشمالية خلال منتدى فلاديفوستوك. وأبدى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي رغبته في بحث الوضع في كوريا الشمالية خلال اجتماع ثلاثي مع الرئيس بوتين ونظيره الكوري الجنوبي مون في فلاديفوستوك، مشدداً على أن بيونغيانغ «يجب أن تدرك أنه لن يكون لديها أي مستقبل مشرق إذا واصلت سلوكها الحالي». وفي تطور ربطه مراقبون بالتهديدات الأميركية لكوريا الشمالية، نفذت القوات الجوية الصينية تدريبات على صد «هجوم مفاجئ» قرب بحر بوهاي، وهو خليج داخلي من البحر الأصفر يفصل الصين عن شبه الجزيرة الكورية. وأورد موقع عسكري رسمي على الإنترنت أن «التدريبات هدفت إلى اختبار قدرات الجنود على تنفيذ رد سريع، وامتلاك جاهزية القتال الحقيقي بفاعلية». وأوضح الموقع أن المناورات «هي الأولى التي تستخدم فيها أسلحة محددة لقصف أهداف على ارتفاع منخفض مقبلة من البحر». واتفقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع ترامب في اتصال هاتفي بينهما، على ضرورة «بذل الصين جهوداً إضافية لإقناع كوريا الشمالية بوقف تجاربها الصاروخية غير القانونية، لضمان أمن دول المنطقة وسلامتها». وأوضح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن «الصين تملك مفتاح حل الأزمة النووية في كوريا الشمالية، فهي مصدر النفط الذي يتدفق إلى هذه الدولة، وهي لا تملك فقط النفوذ بل أدوات ضغط كثيرة ضرورية لتغيير سلوك بيونغيانغ». وطالب فالون بتكثيف العمل في الأممالمتحدة خلال الأيام المقبلة لاستصدار قرار عقوبات جديد ضد بيونغيانغ، في حين جدّد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس تأكيد وقوف بلاده إلى جانب حليفتها كوريا الجنوبية في مواجهة تهديدات الشطر الشمالي الذي «قد يواجه رداً عسكرياً فاعلاً وساحقاً». في إيران، أعلن الرئيس حسن روحاني أن التهديدات الأميركية دفعت كوريا الشمالية إلى إجراء تجارب نووية وصاروخية، ما يعني أن التهديدات لعبة خطرة على العالم». وزاد: «نعتقد أنه يجب حل المسألة بالمفاوضات والحوار، كما يجب أن يخفف المسؤولون الأميركيون حدة خطابهم».