حذرت روسيا من حرب في شبه الجزيرة الكورية، وحضّت واشنطن على اتخاذ «الخطوة الأولى» لتجنّبها، فيما رجّحت فرنسا أن تمتلك كوريا الشمالية خلال شهور صواريخ باليستية تحمل أسلحة نووية، تطاول الولاياتالمتحدة وأوروبا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أن «كل الخيارات مطروحة»، بعد إطلاق بيونغيانغ الثلثاء الماضي صاروخاً حلّق فوق اليابان. ونفّذت واشنطن وسيول مناورات مشتركة بالذخيرة الحية. وشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «ضرورة تسوية مشكلات المنطقة عبر حوار مباشر بين جميع الأطراف المعنيين، من دون أي شرط». ونبّه إلى أن «الاستفزازات والضغط والخطاب العسكري والمهين لن تؤدي إلى نتيجة»، معتبراً أن «التفكير في إمكان وقف البرنامجين النووي والباليستي لكوريا الشمالية، فقط من خلال الضغط عليها، خطأ وعديم الجدوى». ووَرَدَ في مقال نشره بوتين على الموقع الإلكتروني للكرملين، أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية تدهور بشدة بحيث يقف الآن «على شفير نزاع واسع»، مكرراً دعوته إلى دعم «خريطة طريق» أعدّتها موسكو وبكين لنزع فتيل الأزمة، تقترح وقف بيونغيانغ تجاربها النووية والصاروخية، في مقابل وقف واشنطن وسيول مناوراتهما العسكرية المشتركة. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فحضّ الولاياتالمتحدة على التفاوض لإبرام اتفاق مع كوريا الشمالية، يجنّب المنطقة حرباً رجّح أن توقع أعداداً ضخمة من الضحايا في اليابانوكوريا الجنوبية. وقال في إشارة إلى الولاياتالمتحدة: «على الأكثر ذكاءً وقوة أن يتخذ الخطوة الأولى، إذا أردنا تجنّب حرب». وأضاف أن موسكو سألت واشنطن في محادثات سرية، إذا كانت تدرك أن حليفتيها كوريا الجنوبيةواليابان ستكونان أكثر المتضررين إذا أشعلت التجارب الصاروخية لبيونغيانغ نزاعاً عسكرياً. وتابع أن الولاياتالمتحدة أجابت بأن هناك تطورات ستجعل التدخل العسكري الخيار الوحيد. واستدرك لافروف أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها لمنع «مثل هذه التطورات المروّعة». في السياق ذاته، نبّه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى أن «الوضع خطر جداً» في شبه الجزيرة الكورية. وأضاف: «نرى أن كوريا الشمالية تركّز على هدف امتلاك صواريخ قادرة على حمل سلاح نووي. سيصبح هذا الأمر واقعاً في غضون شهور، وستتمكّن من أن تصيب بسلاحها النووي الولاياتالمتحدة وحتى أوروبا، وقطعاً اليابان والصين. سيصبح الوضع متفجراً، لذلك يجب استباق الأمور. على كوريا الشمالية أن تعود إلى مسار المفاوضات». وكان وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيمس ماتيس أكد أن رأيه في ما يتعلّق بالدولة الستالينية يتفق مع ما يقوله الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكان ماتيس اعتبر الأربعاء أن الحلّ الديبلوماسي ما زال ممكناً، بعدما قال الرئيس إن التفاوض مع بيونغيانغ «ليس حلاً». لكن الوزير استدرك الخميس أن الحل «الديبلوماسي يمكن أن يشمل عقوبات اقتصادية، عقوبات تفرضها الأممالمتحدة»، وزاد: «إنها ليست محادثات فحسب. (ما قلته) لا يتعارض مع ما قاله الرئيس. نحن لا نتناقش مع كوريا الشمالية الآن. أتفق مع الرئيس: يجب ألا نتناقش الآن مع بلد يطلق صواريخ فوق حليف مثل اليابان». وتابع: «نعمل في مسار ديبلوماسي مع وزير (الخارجية ريكس) تيلرسون في المقدمة. وأبقي الخيارات العسكرية للرئيس لدعم الديبلوماسية. لكننا لم ننتهِ بعد من الديبلوماسية».