وسع مجلس الأمن أمس (الجمعة) عقوباته على كوريا الشمالية بعد تجارب صاروخية متكررة وأقر أول قرار من نوعه توافق عليه واشنطنوبكين حليفة بيونغيانغ الرئيسة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة. وضغطت واشنطن على بكين بشدة لكي تكبح نشاط جارتها المنعزلة وحذرت من أن كل الخيارات مطروحة إذا واصلت بيونغيانغ تطوير برامجها النووية والصاروخية. وبذلت الولاياتالمتحدة جهوداً مضنية من أجل إبطاء برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية. وبات الأمر أولوية أمنية لا سيما بعدما تعهدت بيونغيانغ تطوير صاروخ مزود برأس نووي يقدر على ضرب البر الرئيس في أميركا. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي لمجلس الأمن بعد التصويت «ستواصل الولاياتالمتحدة البحث عن حل سلمي وديبلوماسي لهذا الوضع». لكنها أضافت «إلى جانب العواقب الديبلوماسية والمالية لا تزال الولاياتالمتحدة مستعدة لمواجهة أي عدوان كوري شمالي بوسائل أخرى إذا لزم الأمر». وإضافة أسماء إلى قائمة الأممالمتحدة السوداء، التي تشمل حظر سفر وتجميد أصول، تمثل الحد الأدنى لإجراءات العقوبات التي كان يمكن لمجلس الأمن أن يتخذها. وجاء ذلك بعد خمسة أسابيع من المفاوضات بين واشنطنوبكين. وقالت هيلي «بعث مجلس الأمن برسالة واضحة اليوم إلى كوريا الشمالية... عليك وقف إطلاق الصواريخ الباليستية أو مواجهة العواقب». وفرض القرار، الذي أقره أعضاء المجلس ال 15 بالإجماع، عقوبات على أربعة كيانات ومنها «بنك كوريو» و«قوة الصواريخ الاستراتيجية» في جيش كوريا الشمالية و14 فرداً منهم رئيس عمليات التجسس الخارجية في بيونغيانغ. وتشير قاعدة بيانات حكومة كوريا الجنوبية إلى أن «بنك كوريو» يتخصص في تعاملات مالية خارجية لصالح «أوفيس 38» وهو كيان غامض يدير المعاملات المالية غير المشروعة للقيادة الكورية الشمالية. وكان يمكن للإجراءات التي جرى إقراراها أمس أن تحظى بموافقة لجنة عقوبات كوريا الشمالية في المجلس في اجتماع مغلق، لكن واشنطن أقنعت الصين بدعم العقوبات في تصويت علني للمبالغة في توضيح استياء المجلس من تحدي بيونغيانغ للحظر الدولي على تجاربها للصواريخ الباليستية. وفرض مجلس الأمن عقوبات على بيونغيانغ للمرة الأولى في 2006 بسبب برامجها النووية والصاروخية ثم قام بتشديد الإجراءات رداً على خمس تجارب نووية وعمليتي إطلاق صواريخ باليستية. وتهدد كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية سادسة. وقال السفير الصيني لدى الأممالمتحدة ليو جي يي للمجلس «هناك نافذة فرصة حاسمة لعودة القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية إلى المسار الصحيح للسعي إلى التسوية عبر الحوار والمفاوضات... يجب على جميع الأطراف المعنية التحلي بضبط النفس والقيام بالمزيد للمساعدة في تخفيف التوتر وبناء الثقة المتبادلة». واقترح مجدداً تجميد برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية بالتزامن مع تجميد المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة. وقالت روسيا إن الاقتراح يستحق «دراسة جادة». وقالت هيلي «نريد حلاً تفاوضياً لكن على كوريا الشمالية أن تفي بالتزاماتها الأساسية بأن توقف أولاً جميع عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية وتجارب الأسلحة النووية وأن تتخذ خطوات ملموسة تجاه التخلص من برنامجها للأسلحة النووية». وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أبلغ مجلس الأمن في 28 نيسان (أبريل) أن المجلس يحتاج للتحرك قبل أن تتحرك كوريا الشمالية. وبعد ساعات من الاجتماع الذي رأسه تيلرسون في أول زيارة له إلى مجلس الأمن وزيراً للخارجية، أجرت بيونغيانغ تجربة لإطلاق صاروخي باليستي. بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس اليوم، إن جهود الصين لكبح جماح كوريا الشمالية شجعت الولاياتالمتحدة لكن واشنطن لن تقبل إضفاء بكين للطابع العسكري على جزر في بحر الصين الجنوبي. وأدلى ماتيس بهذه التصريحات خلال منتدى «حوار شانغريلا» السنوي في سنغافورة. وقال إن التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية «واضح وقائم» وإن بيونغيانغ زادت من وتيرة السعي إلى امتلاك أسلحة نووية. من جهتها، عبرت وزيرة الدفاع اليابانية تومومي إينادا اليوم عن تأييدها لاستخدام الولاياتالمتحدة أي خيار في التعامل مع كوريا الشمالية بما في ذلك الضربات العسكرية، وقالت إن طوكيو تريد بناء تحالف أعمق مع الولاياتالمتحدة يمكنه أن يلعب دوراً أمنياً إقليمياً. وقالت إينادا خلال كلمة في مؤتمر أمني إقليمي في سنغافورة «توضح الولاياتالمتحدة بالكلمات والأفعال أن كل الخيارات مطروحة. أؤيد بقوة الموقف الأميركي». وتثير برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية المخاوف في اليابان المجاورة وتدفع رئيس الوزراء شينزو آبي إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة. وتجري حاملة طائرات مروحية ومدمرة يابانيتان مناورات تستمر ثلاثة أيام مع حاملتي طائرات أميركيتين في بحر اليابان. وتشمل المناورات طلعات جوية لطائرات من طراز «أف-18» تابعة للبحرية الأميركية وطائرات من طراز «أف-15» تابعة لسلاح الجو الياباني.