قالت مصادر إسرائيلية إن روسيا نشرت منظومة بطاريات «أس- 400» للدفاع الجوي قرب أحد المصانع الإيرانية لإنتاج صواريخ باليستية داخل سورية. وأوضحت أن نشر تلك المنظومة الروسية المتطورة «يشكل عقبة كبيرة تعرقل استهداف هذه المنشأة من الجو». في موازاة ذلك، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تناولت الوضع في سورية ومناطق «خفض التوتر» واجتماعات آستانة المقبلة. وحذر لافروف إسرائيل ضمناً من مغبة هجوم على مواقع عسكرية إيرانية في سورية. وقال: «مهما كان مجال التعاون بين إيران وسورية، فإن موقفي هو أنه إذا كان تعاونهما في أي مجال لا ينتهك القواعد الأساسية للقانون الدولي، فإن تعاونهما هذا لا يجب أن يكون موضع تساؤلات» (للمزيد). وأوضح لافروف في تصريحات للصحافيين في إشارة ضمنية إلى إسرائيل: «إذا كان أي شخص في الشرق الأوسط، أو في أي جزء آخر من العالم، يخطط لانتهاك القانون الدولي بتقويض سيادة أي دولة أخرى، أو سلامة أراضيها، بما في ذلك أي دولة في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا، فهذا مُدان ومرفوض». وجاء التحذير الروسي بعدما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه لن يسمح لإيران بتعزيز نفوذها ونفوذ «حزب الله» داخل سورية، خصوصاً في المنطقة الحدودية الجنوبية مع إسرائيل. وحذر نتانياهو الأسبوع الماضي من أن تعزيز الوجود الإيراني و «حزب الله» على الحدود الإسرائيلية قد يؤدي لاندلاع حرب إقليمية في المنطقة. وأشار إلى إن «حزب الله» يملك ترسانة من الصواريخ والأسلحة ومستعد لاستخدامها ضد إسرائيل. إلا أن لافروف قلل من شأن هذه المخاوف قائلاً: «ليست لدينا معلومات عن أن أي شخص يُخطط لمهاجمة إسرائيل». يأتي ذلك فيما أفادت مصادر إسرائيلية بأن روسيا نشرت منظومة «أس- 400» للدفاع الجوي قرب أحد المصانع الإيرانية لإنتاج الصواريخ الباليستية داخل سورية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر مطلعة، أن بطاريات الصواريخ نُشرت حول منشأة تنتج صواريخ ل «حزب الله» في ريف حماة الغربي. وأفادت بأن «حزب الله» يحاول تهريب صواريخ موجهة طويلة المدى من إيران إلى الأراضي السورية. وذكرت أن الطائرات الإسرائيلية كانت دمرت قوافل عدة لنقل مثل هذه الصواريخ، ما دفع بقيادة «حزب الله» إلى استنتاج مفاده أن الخيار الوحيد هو إنتاج الصواريخ داخل سورية. وأفادت مصادر الصحيفة بأن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية إسرائيلية، تُظهر منشأة غير بعيدة من مدينة طرطوس الساحلية تشتبه بأن السلطات السورية تستخدمها لإنتاج صواريخ باليستية طويلة المدى تحت إشراف إيراني. وتُظهر الصور ما يعتقد إنها قاعدة عسكرية روسية في ريف حماة الغربي توجد فيها بطاريات «أس- 400». وزعمت الصحيفة أن هذه القاعدة تبعد 15 كيلومتراً فقط عن منشأة إنتاج الصواريخ الإيرانية، موضحة أن وجود منظومة الدفاع الروسية في المنطقة «يشكل عقبة كبيرة ستعرقل استهداف هذه المنشأة من الجو». كما لفتت إلى أن هناك تقارير صحافية تحدثت عن وجود منظومات صاروخية أخرى، ولا سيما «إسكندر» و «ياخونت» في القاعدة ذاتها. وكررت الصحيفة ما قاله نتانياهو للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الإيرانيين يشيّدون منشآت داخل سورية خصيصاً لإنتاج صواريخ بعيدة المدى. وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية هرتسي هاليفي للأمين العام، إن هذه المساعي الإيرانية «تعد نقلة خطيرة لا يمكن أن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي تجاهها». إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف بحث أمس مع نظيره الإيراني جواد ظريف، في تطورات الأوضاع في سورية، في سياق التحضير لجولة مفاوضات جديدة في آستانة مقررة في أيلول (سبتمبر) الجاري. ولفت بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة، أن الوزيرين بحثا خلال الاتصال الهاتفي جملة من القضايا وركزا على مستجدات الموقف في سورية، خصوصاً الأوضاع في مناطق «خفض التوتر».