أكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أمس أن منظمة «أوبك» لا تعتزم عقد اجتماع استثنائي قبل مؤتمرها الوزاري الدوري المقرر في حزيران (يونيو) المقبل. وقال لصحافيين على هامش «منتدى الطاقة الدولي» الذي افتتحه في الرياض، عند سؤاله عما تردد عن عقد مثل هذا الاجتماع: «ليس صحيحاً... ليس صحيحاً». وشدد مساعده الأمير عبدالعزيز بن سلمان لشبكة «سي إن بي سي» المالية الأميركية على أن السعودية لن تسمح بحصول شح في عرض النفط الذي ترتفع أسعاره بسبب الاضطرابات في ليبيا، العضو في «أوبك» وثالث أكبر دولة منتجة في أفريقيا. وقال: «لن نتردد، لن يحصل شح في العرض. السوق تعرف أن السعودية تتمتع بطاقة فائضة كبيرة لجأت إليها عندما كان ذلك ضرورياً». وصرح الوزير الإماراتي محمد الهاملي في الرياض، أن «أوبك» «تراقب بكثير من الاهتمام» تطورات حركة الاحتجاج في المنطقة و«أن المنظمة على استعداد للتحرك إذا تبين أن ذلك ضروري». وقفز سعر العقود الآجلة لمزيج «برنت» تسليم نيسان (أبريل) 1.12 دولار إلى 106.86 دولار للبرميل بعدما لامس 108.57 دولار في وقت سابق، بينما صعد سعر الخام الأميركي الخفيف إلى 96.68 دولار للبرميل. وتجاوز سعر سلة «أوبك» مئة دولار للمرة الأولى في سنتين ونصف سنة. ولفت المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا إلى أن بقاء أسعار النفط عند المستويات الحالية فوق مئة دولار حتى نهاية السنة قد يتسبب في تكرار الأزمة الاقتصادية التي تفجرت عام 2008. وأكد كبير اقتصاديي الوكالة فاتح بيرول أن الدول الصناعية ستدرس سحباً منسقاً من مخزونات النفط لمعالجة آثار أي تعطل في المعروض قد ينجم عن الاضطرابات في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة «رويترز» عنه من جاكرتا قوله إن أسعار النفط المرتفعة دخلت في منطقة الخطر التي تهدد النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود وقد ترتفع أكثر في حال تواصلت الاضطرابات في الشرق الأوسط. وفيما دعا نائب وزير الطاقة الأميركي دانيال بونمان على هامش مؤتمر الرياض الدول المنتجة للنفط إلى زيادة إنتاج الخام لمواجهة ارتفاع أسعار النفط، قال وزير الطاقة الفرنسي اريك بيسون إنه لا يرى عجزاً في الإمدادات النفطية مرتبط بالاضطرابات في ليبيا، مضيفاً أن بلاده تراقب الأوضاع عن كثب. وأقرت 87 دولة مشاركة في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي في الرياض، ميثاق منتدى الطاقة الدولي، الذي يستهدف تضييق الخلافات بين الدول الأعضاء المنتجة والمستهلكة للطاقة ودول العبور حول قضايا الطاقة العالمية، وتعزيز الفهم الأكمل لمدى حاجتهم لبعضهم البعض، وذلك من ضمن أعمال الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي الذي عقد في الرياض. ويسعى الميثاق إلى تحديد وترسيخ المبادئ والإرشادات، التي تعزّز شفافية واستقرار واستدامة سوق الطاقة، والميثاق هو ترتيب في ما بين الحكومات يضطلع بدور منبر محايد وتشاوري وصريح ومتواصل ومبني على معلومات موثوقة لحوار الطاقة بين أعضائه من الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة، بما فيها دول العبور، فيما لا يرتب الميثاق بين أعضائه أي حقوق أو التزامات ملزمة قانونياً. وكان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي افتتح بمركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات في الرياض، الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنتدى الطاقة الدولي الخاص، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأكد النعيمي دور المملكة ومكانتها كمنتج ومصدر أساس للنفط بمبادئها الداعية للاعتدال والتوازن، ما جعلها من أكثر المتحمسين لإقامة حوار مفتوح وصريح. وقال: «من أجل الوصول إلى إقامة الحوار المستمر، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سوق الطاقة العالمية، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع السابع لمنتدى الطاقة الدولي الذي عقد في الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) 2000 مبادرته بإنشاء أمانة دائمة لهذا المنتدى».