قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الأربعاء) حل مجلسين استشاريين بارزين في مجال الأعمال بعد استقالة عدد من الرؤساء التنفيذيين لشركات منهما، احتجاجاً على تصريحاته التي ألقى فيها باللوم في العنف بفرجينيا مطلع الأسبوع الجاري على القوميين من العرق الأبيض والمتظاهرين الذين تجمعوا للتنديد بهم. وأعلن ترامب حل مجلس التصنيع الأميركي والمنتدى الاستراتيجي والسياسي اللذين كانا يضمان بعضاً من أبرز الشخصيات في مجال الأعمال، عقب استقالة ثمانية مسؤولين تنفيذيين، منهم الرئيس التنفيذي ل «كامبل سوب» دينيس موريسون والرئيس التنفيذي لشركة «3 إم» إنغ ثولين من المجلسين. وقال ترامب في تغريدة على «تويتر»: «بدلاً من الضغط على رجال الأعمال في مجلس التصنيع الأميركي والمنتدى الاستراتيجي والسياسي، فإنني أعلن حلهما». من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قبل اجتماع مع وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند تعليقاً على القيم المشتركة بين البلدين إنه «لا يوجد في أميركا مكان للكراهية والعنف اللذين شهدتهما مدينة تشارلوتسفيل». ووبخ عدد من كبار الجمهوريين وبريطانيا ترامب بعد تصريحاته أول من أمس في شأن العنف في مدينة تشارلوتسفيل. وفي تصريحاته خلال مؤتمر صحافي في نيويورك الثلثاء الماضي قال ترامب إن اللوم «يقع على كلا الطرفين في العنف الذي وقع في تشارلوتسفيل وإنه كان هناك أناس أخيار جداً على الجانبين». وندد وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال اليوم ب «الخطأ الجسيم» الذي ارتكبه برأيه الرئيس الأميركي، إذ لم يميز نفسه بوضوح عن النازيين الجدد والعنصريين بعد أعمال العنف في شارلوتسفيل. وقال ل «وكالة الأنباء الالمانية» (د ب أ)، إن «وضع الطرفين على قدم المساواة بدل أخذ مسافة واضحة من التيار النازي، يشكل بالتاكيد خطأ جسيما». وأَضاف المسؤول الاشتراكي الديموقراطي أن المساواة بين الطرفين «أمر خاطئ ايضاً، وهي تثبت إلى أي حد يرتبط قسم من مؤيدي ترامب بأوساط اليمين المتطرف في الولاياتالمتحدة»، مشيراً إلى أن «مسؤول الاستراتيجية قريب من هذا التيار». وامتنعت المستشارة أنغيلا ميركل حتى الآن عن التعليق على تصريحات الرئيس الأميركي المثيرة للجدل، غير أنها نددت بأعمال العنف «المثيرة للاشمئزاز» في شارلوتسفيل. وينتقد مسؤولون ألمان ترامب منذ وصوله الى البيت الأبيض، فيما هاجم الرئيس الأميركي مرارا الاقتصاد الألماني. ويشكل كل ما يمت إلى النازية ومعاداة السامية موضوعاً شديد الحساسية في ألمانيا منذ سقوط الرايخ الثالث. وانتقد ترامب الاعلام اليوم، باتهامه بأنه أساء تفسير التصريحات التي أدلى بها في شأن مدينة شارلوتسفيل. وكتب على «تويتر»: «الناس يكتشفون مرة أخرى درجة انعدام النزاهة في الاخبار المزيفة. أساءوا بالكامل تفسير ما قلته في شأن الكراهية والتعصب الخ. عيب!».