عاد دونالد ترامب، للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة في كانون الثاني (يناير) الماضي إلى مقره «ترامب تاور» في نيويورك، حيث تظاهر مئات قبل وصوله للاحتجاج على تحميله «أطرافاً عدة» مسؤولية تحول مسيرة للقوميين البيض في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الى أعمال عنف دموية السبت الماضي ما اسفر عن مقتل امرأة وجرح 19، قبل ان يبدل لهجته ليل الاثنين ويندد بالأحداث وينتقد العنصريين المؤيدين لتفوق البيض الذين وصفهم بأنهم «مجرمون وقُطاع طرق». وكان ترامب قال في بيان: «العنصرية شر والذين يتسببون بالعنف باسمها مجرمون وعصابات، وبينهم منظمة كو كلوكس كلان والنازيون الجدد والمنادون بسمو العرق الأبيض وغيرهم من جماعات الكراهية التي تبغض كل ما نحبه كأميركيين». وزاد: « نندد بكل العبارات الممكنة هذا الظهور الفج للكراهية والتعصب والعنف الذي لا مكان له في أميركا التي ستثبت شخصيتها الحقيقية في هذه الأوقات، وترد بالحب على الكراهية وبالاتحاد على التفريق. بغض النظر عن لون بشرتنا، نعيش وفق القوانين ذاتها، ونحيّي العلم العظيم ذاته». ووصف مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي الرئيس الأميركي بأنه «شخص حنون، لكن كان يجب أن يدين النازيين الجدد في أول بيان له عن العنف في فرجينيا». وقال سكاراموتشي الذي أقاله ترامب بعد عشرة ايام من توليه المنصب بسبب مقابلة مع صحيفة «ذا نيويوركر» استخدم فيها عبارات بذيئة: «ما لا يعجبني هو التساهل، لكنني لا ازال أؤيد ترامب بشدة». وأمام مبنى «ترامب تاور» هتف المتظاهرون في الشارع «ترامب العنصري يجب أن يرحل». وقالت لين غراي (68 سنة): «جئت الى هنا لأنني أشعر بخوف من الحال التي تشهدها بلادنا اخيراً. فكرة شعور العنصريين المؤيدين لتفوق البيض والنازيين والمعادين للسامية بأن الرئيس يشرّع معتقداتهم تقلقنا». وردّد الموسيقي ريان إغان (28 سنة) مع متظاهرين آخرين: «لا لترامب، لا للكو كلوكس كلان ولا لفاشيي الولاياتالمتحدة. نعم للمحبة لا للكره، هكذا نجعل أميركا عظيمة». وأوقفت الشرطة على الأقل متظاهرة أمام متجر «برادا» فيما تجمع محتجون غاضبون حول عناصر الشرطة الذين اوقفوها وصرخوا «من تخدمون»؟ لكن ترامب وصل بعد حلول المساء حين فرغت شوارع مانهاتن إلا من الانتشار الأمني الكثيف لدى مرور موكبه، فيما تجمع المتظاهرون في شارع آخر عند وصوله. وكتب على «تويتر»: «أشعر براحة لوجودي في منزلي بعد سبعة أشهر، لكن البيت الأبيض مكان مميز وفريد جداً، والحقيقة أن الولاياتالمتحدة كلها هي منزلي». وصرح ترامب مرات انه يتجنّب الذهاب كثيراً الى شقته الفاخرة في نيويورك لعدم شل المدينة. وصرح قبل أيام: «لاحظت خلال سنوات اقامتي في مانهاتن أن زيارة الرئيس تقلب كل شيء رأسًا على عقب».