وصف وزير العدل الأميركي جيف سيشنز حوادث مدينة تشارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا ب «إرهاب داخلي»، بعدما تصاعدت ضغوط، جمهورية وديموقراطية، على الرئيس دونالد ترامب ليدين في شكل لا لبس فيه دعاة تفوّق البيض وجماعات نازية تورطت في العنف الذي أوقع 3 قتلى و19 جريحاً. وكان ترامب أثار انتقادات عنيفة، إذ اكتفى بإدانة «استعراض فظيع للكراهية والتعصب والعنف من أطراف كثيرين»، متجنباً التنديد بممارسات يمينيين قوميين وعنصريين، يشكلون جزءاً من قاعدته الانتخابية. وسعى البيت الأبيض الى استدراك الأمر، مشدداً على أن الرئيس أعلن إدانته «كل أشكال العنف والتعصب والكراهية، وذلك يشمل طبعاً المتشددين البيض وكو كلوكس كلان والنازيين الجدد وكل الجماعات المتطرفة». وفي بوغوتا أكد مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، أن الولاياتالمتحدة «لا تتسامح مع كراهية المنادين بتفوّق العرق الأبيض والنازيين الجدد وكو كلوكس كلان وعنفهم»، وزاد: «لا مكان لهذه الجماعات الهامشية الخطرة في الحياة العامة الأميركية، وندينها بأشد العبارات». واعتبر سيشنز أن دهس سيارة متظاهرين مناهضين لدعاة تفوّق البيض والنازيين الجدد في تشارلوتسفيل «يفي بتعريف الإرهاب الداخلي في نظامنا»، وزاد: «سنوجّه اتهامات ونقدّم التحقيق نحو أهم التهم التي يمكن تقديمها، لأن هذا اعتداء شرير لا يمكن قبوله في أميركا. لن نسمح لهذه الجماعات المتطرفة بنيل صدقية». وكان مستشارون بازرون لترامب واجهوا صعوبة في شرح موقفه، وقدّموا ردوداً مختلفة، اذ قال مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر إنه يعتبر الهجوم إرهابياً، بعدما امتنع الرئيس عن الردّ على أسئلة لصحافيين في هذا الصدد. لكن توم بوسرت، مستشار ترامب لشؤون الأمن الداخلي، دافع عن البيان الأولي الذي أصدره الرئيس، معتبراً أن متظاهرين مناهضين لدعاة تفوّق البيض كانوا عنيفين أيضاً. ثم دان الجماعات العنصرية، في مقابلة مثيرة لجدل مع شبكة «سي إن إن». وأعلن كينيث فريزير، الرئيس التنفيذي لشركة «ميرك»، ثالث أضخم شركة لصنع الأدوية في الولاياتالمتحدة، استقالته من مجلس صناعي يسدي نصائح لترامب، مشيراً إلى «مسؤولية اتخاذ موقف ضد التعصب والتطرف». وأضاف فريزير، وهو أميركي أفريقي، أن على قادة البلاد «احترام قيمنا الأساسية، من خلال رفض واضح للتعبير عن الكراهية والتعصب وجماعات التفوّق» العرقي. وفي محاولة لاحتواء أضرار حوادث تشارلوتسفيل، نشرت حملة إعادة انتخاب ترامب إعلاناً تلفزيونياً مدته 30 ثانية، يهاجم الديموقراطيين ويعدّد إنجازات الرئيس خلال الشهور السبعة الأولى بعد تنصيبه. واعتبر ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها «واضحة جداً» في «إدانتها العنصرية والكراهية والعنف واليمين المتطرف»، فيما وصفت ناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ممارسات دعاة تفوّق البيض في فيرجينيا ب»مقززة وعنصرية فاضحة ومعاداة للسامية وكراهية في أبشع أشكالها»، لافتاً الى أنها «تتعارض تماماً مع الأهداف السياسية للمستشارة الألمانية وللحكومة الألمانية ككل».