قالت مصادر مطلعة ل«رويترز» إن مستشاري أرامكو السعودية أوصوا ب«لندن» للإدراج التاريخي للشركة النفطية، إذ تشكل قواعد الإفصاح في الولاياتالمتحدة مبعث قلق للسلطات السعودية. وأضافت المصادر أن القرار النهائي في شأن السوق، الذي سيحظى بما يتوقع أن يكون أكبر طرح عام أولي في العالم لجمع نحو 100 بليون دولار، سيتخذه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يشرف على إصلاحات اقتصادية جذرية في المملكة. وإدراج حصة قدرها خمسة في المئة من «أرامكو» هو حجر الزاوية في خطة «رؤية 2030» لتنويع اقتصاد السعودية وتقليص اعتماده على النفط، ولن تكون الاعتبارات المالية هي العامل الوحيد في القرار، إذ تأخذ السلطات أيضاً في الاعتبار مصالح المساهمين والشركة حسبما قالت المصادر. وأضافت المصادر أن «أرامكو» تدرس وجهات نظر المستشارين في شأن المزايا النسبية ل«لندن»و«نيويورك» للإدراج، وقد يتم تقديم مقترح نهائي إلى الحكومة في الربع الأخير من هذا العام. وزادت فرص «لندن» للفوز بالصفقة الضخمة بعد إعلان هيئة مراقبة السلوكيات المالية في بريطانيا خطة لإيجاد فئة جديدة لإدراج الشركات التي تسيطر عليها الحكومات. وقال أحد المصادر إن هذه علامة واضحة على أن لندن ترحب ب«أرامكو»، وتحتاج إلى طرحها العام الأولي لجذب المزيد من الكيانات الحكومية وإثبات أنها لا تزال مكاناً جيداً لأنشطة الأعمال بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وينظر إلى التغييرات التي تقترحها هيئة مراقبة السلوكيات المالية، التي امتنعت عن التعقيب، على أنها تهدف إلى جعل لندن أكثر جاذبية للشركات التي تسيطر عليها الدولة مثل «أرامكو»، إضافة إلى أن دول خليجية أخرى، من بينها سلطنة عمان وأبوظبي، تدرس إدراج أصول نفطية. وسيخضع مقترح هيئة مراقبة السلوكيات المالية لمراجعة تستمر حتى 13 تشرين الأول (أكتوبر)، وستنشر «الهيئة» قواعد جديدة قبل نهاية العام. وقال أحد المصادر إن «أرامكو» تبدو أقل حماسة في شأن الإدراج في بورصة ثالثة قد تكون في آسيا، وربما تفضل التمسك بعملية إدراج مزودج في سوق الأسهم السعودية (تداول) وفي بورصة لندن. وامتنعت «أرامكو» وبورصة لندن وبورصة نيويورك عن التعقيب. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين سعوديين اتصلت بهم «رويترز». وقال أحد المصادر إن مصرفيين يتوقعون مزيداً من الوضوح في شأن خطط إدراج «أرامكو» في مؤتمر ينظمه صندوق الاستثمارات العامة السعودي في 24-26 أكتوبر في الرياض. وقال آخرون إن من المنتظر أن يجتمع مسؤولون تنفيذيون كبار في أرامكو السعودية، من بينهم رئيسها التنفيذي، في لندن في الثالث من آب (أغسطس) لمراجعة دورية لأنشطة الشركة. وقالت المصادر إن إدراجاً مزدوجاً في الرياضولندن قد يكون نهجاً أسرع وأيسر، مضيفة أن «أرامكو» قد تتخلف عن الموعد المستهدف للإدراج في العام المقبل إذا حاولت أن تدخل في خططها سوقاً ثالثة للأسهم وهو ما سيضيف المزيد من التعقيد. وقال أحد المصادر إنه حتى إذا لم تدرج «أرامكو» نفسها في آسيا، فإنها ستظل تتيح للمستثمرين والشركات من الصين حصة كبيرة في مسعى لإرضاء مشترين رئيسيين للخام السعودي. وذكرت «رويترز» في نيسان (أبريل) أن الصين تشكل اتحاد شركات يضم شركات نفطية عملاقة مملوكة للدولة، وبنوكاً، وصندوقها للثروة السيادية للعمل كمستثمر «أساسي» في الطرح العام الأولي ل«أرامكو». وإضافة إلى «نيويورك»و«لندن»، تسعى بورصات هونج كونج وسنغافورة وطوكيو وتورونتو للفوز بكعكة إدراج «أرامكو». لكن خبراء يشيرون منذ وقت طويل إلى حجم المعلومات المطلوب من الشركات العامة الإفصاح عنها للإدراج في الولاياتالمتحدة كسبب للإحجام عن إجراء طرح عام أولي في نيويورك، وستتوخى السعودية الحذر، إذ إنها قد تكون مضطرة إلى الإفصاح عن معلومات حساسة تتعلق ب«أرامكو»، التي ستظل مملوكة للحكومة إلى حد كبير بعد الإدراج. وتتضمن تلك المعلومات كيفية سيطرة المملكة على قطاع الطاقة وإدارة الأموال المتحصلة من أرباح الشركات. وقال أحد المصادر: «يريد السعوديون الإفصاح عن أقل قدر ممكن، وهذا ما يجعل الإدراج في «نيويورك» غير جذاب للغاية». لكن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تعمل أيضاً على مقترحات لتقليص مدى وعمق قواعد الإفصاح لجذب المزيد من الطروحات العامة للشركات، وذلك حسبما قال رئيسها التنفيذي الجديد جاي كلايتون. وقال أحد المصادر إن البنوك التي تقدم المشورة ل«أرامكو» تعتقد أن الإدراج في «لندن» هو أفضل حل من الناحية المالية، إلا أن هناك عوامل أخرى سيأخذها السعوديون في الاعتبار، وما زال القرار في شأن النتيجة النهائية بعيداً. وذكرت «رويترز» في آذار (مارس) أنه تم تعيين جيه.بي مورجان تشيس ومورجان ستانلي وإتش.إس.بي.سي مستشارين ماليين دوليين للطرح العام الأولي ل«أرامكو». وانضمت البنوك الثلاثة إلى موليس آند كو وإيفركور، اللذين جرى تعيينهما بالفعل مستشارين ماليين مستقلين. وامتنع إتش.إس.بي.سي وجيه.بي مورجان وموليس عن التعقيب، بينما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من مورجان ستانلي وإيفركور.