كان الفرنسي باسكال برون قانعاً بعمله. قصّاب في منطقة بوردو غربي البلاد، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان. فقد هبطت عليه ثروة من يانصيب «اليورومليون» في كانون الأول (ديسمبر) 2004 تبلغ قيمتها أكثر من 26 مليون يورو، وأكثر من كافية لتقلب حياة الرجل رأساً على عقب. لكن باسكال لم يكن مولوداً للتنعم بهذه الثروة، مع أنه اشترى على الفور قصراً وسيارة فخمة، بعدما تخلّص من ملحمته التي باعها بثمن زهيد، واكتفى بثلاثة آلاف يورو يومياً هي فوائد رصيده المصرفي. وسرعان ما تكاثر عدد «محبيه» خلال أسابيع، خصوصاً من النساء اللواتي فاق عدد رسائلهن إليه الألف، مشفوعة بصورهنّ المغرية. ويقول أحد أشقائه إن سماكة الرسائل كانت تبلغ يومياً 15 سنتيمتراً . كما ازداد حوله عدد النصابين، إلى درجة أن المليونير الجديد لم يعد يستطيع أحياناً مغادرة قصره بسبب كثرة المرابطين أمام بابه من المطالبين بمساعدات. فانتهى الأمر به إلى الانطواء على نفسه ومعاناة الوحدة، خصوصاً أنه لم يؤسس عائلة. فانصرف إلى إدمان المشروبات وقيادة سيارته الفخمة تحت تأثير الكحول، ما جعله يدفع كل مرة ثمناً باهظاً بلغ الذروة بسجنه ثلاثة أشهر ومصادرة سيارته البالغ ثمنها 250 ألف يورو. لم يكن باسكال مؤهلاً للثراء الفاحش، وهو على رغم ماله الكثير وكرمه الشديد لم يشعر بالسعادة، كما يقول مقربون منه، إذ ظل يبحث عنها منذ أن ربح الجائزة. وقبل أيام، توفي بعد صراع مع السرطان وهو في السابعة والأربعين من العمر.