قد يتوفر مبلغ الفي ريال على سبيل المثال لدى شخصين مختلفين في نهاية الشهر، ينفقها هذا في مأدبة يقيمها لأصحابه خارج المدينة، وينفقها الآخر في شراء ستائر لصالون المنزل. وتنفق ابنة هذا خمسمئة ريال في شراء فستان لحضور حفلة زواج، وتنفق نفس المبلغ ابنة ذاك في شراء لوحة زيتية رأت فيها لمسة جمالية لجدار غرفتها، وهكذا. واليكم هذه القصة (المالية) التي حدثت في احدى دول أوروبا: السيد... ممول كبير ويعيش في رغد من العيش، وتعرفه المصارف وبيوت المال، ويملك يختاً فخماً، ويهدي لأصحابه سيارات ومنازل وأشياء أخرى. اصابته مثل ما اصابت غيره كارثة مالية. فارتبكت أحواله وشارف على إعلان افلاسه. قال محرر في صحيفة اقتصادية غربية: لقد طلب مني مشرف اللقاءات مرافقته ذات يوم لزيارة مليونير سابق معروف ووقفت بنا السيارة امام قصر فخم وفتح لنا الباب حارس بالزي الموحد وقادنا الى غرفة انتظار، وهالنا ما تحويه تلك الغرفة من لوحات فنية وتحف أثرية لا تقدر بثمن.. وبعد قليل جاءت الينا سكرتيرة حسناء معلنة ان المليونير بانتظارنا في الصالون الرئيسي. وعند استقبالنا قدم لنا الشراب موظف آخر يلبس الزي الموحد ايضا. وعندما أنهينا المقابلة خرجنا، وفي السيارة سألت مشرف الصفحات الاقتصادية هل هذا هو الرجل الذي قلت عنه انه على وشك الإفلاس، ام ان قولك كان على سبيل المزاح؟ فأجاب نعم هذا هو بعينه، اما نوع الحياة التي يحياها فلذلك تفسير: وعندما سألته عن ذلك التفسير قال الأمر بسيط، الدائنون لا يستطيعون بيع هذا القصر لأن ثمنه سوف لا يغطي الضرائب، وديون الدولة لها الأولوية على غيرها، فهم بمعنى آخر سوف لا يقبضون شيئا. ويجري هذا القول على التحف واللوحات. اما الخدم فإن لهم بذمة صاحب القصر رواتب متأخرة تجعلهم يترددون قبل تفكيرهم في الهروب من خدمته.. فقد هذا المليونير الجزء الأكبر من ثروته ولكنه احتفظ بأعصابه لتساعده على الاحتفاظ بمستوى حياة وذوق معين. غنى النفس ما يكفيك من سد خلة فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا