تقاطعت معلومات مصادر متعددة مساء أمس، حول أن المفاوضات بين «حزب الله» وبين قادة المسلحين التابعين ل «جبهة النصرة» في جرود بلدة عرسال لم تُحدث تقدماً، وأن الحزب أمهل هؤلاء حتى فجر اليوم، بحيث باتت المعركة لإخراجهم من الجرود بعملية عسكرية، أقرب من خيار إخراجهم بالتفاوض (للمزيد). وفي واشنطن، علمت «الحياة» من مصادر في الكونغرس، أن مجلسي النواب والشيوخ اقتربا من تقديم ثلاثة مشاريع قرار تستهدف «حزب الله» وممولين له داخل لبنان وخارجه. وأكدت المصادر أن هناك ثلاث مسودات انتهى العمل بها وستقدم في أي ساعة إلى الكونغرس، ليتم درسها والتصويت عليها بعد عطلة الكونغرس التي تستمر طوال شهر آب (أغسطس) المقبل. ولفتت المصادر إلى أن هناك مشروعين سيتم تقديمهما في مجلس النواب، الأول هو «قانون مكافحة تمويل حزب الله ل2017» ويتبناه رئيس لجنة العلاقات الخارجية النائب الجمهوري أد رويس، والثاني يتناول استخدام «حزب الله» دروعاً مدنية ويتبناه النائب الجمهوري عن ولاية ويسكونسن مايك غالاغر، أما المشروع الثالث فيتبناه السيناتور الجمهوري ماركو روبيو في مجلس الشيوخ، وهو الأشد لهجة وحدّة في مضمونه وعقوباته المقترحة على شخصيات وجهات تمول الحزب. وإذ لفتت المصادر إلى أن هذه المسودات انتهى العمل عليها بعد تعديلات طاولت مشروع رويس، بحذف الإشارة إلى حركة «أمل»، توقعت مصادر أن يتم تقديمها في الساعات المقبلة في الكونغرس، فيما أكدت مصادر أميركية أن تقديمها سيتم قبل نهاية الشهر، ولم يتم حسم عرض المسودات الثلاث معاً أمس. ولفتت المصادر الأميركية إلى أن مشروع رويس لا يستهدف لبنان وبنيته الاقتصادية، بل يحرص على عزل شبكات «حزب الله» التمويلية على مستوى الأفراد والمؤسسات داخل لبنان وخارجه. وتأتي المسودات في وقت تصعّد إدارة دونالد ترامب لهجتها ضد إيران، كما تسبق زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واشنطن التي تبدأ الأسبوع المقبل، وسيلتقي خلالها ترامب وأركان الإدارة وأعضاء بارزين في الكونغرس. في لبنان، تكثّفت الضغوط العسكرية على مواقع المسلحين في الجرود عبر غارات الطيران السوري النظامي، فيما أعلن مساء أمس أن «حزب الله» قصف هذه المواقع بالمدفعية، وأكد مصدر عسكري لبناني ل «الحياة» أن الحزب أنجز حشد عدد كبير من مقاتليه في المناطق المحيطة بالجرود، خصوصاً من الجهة السورية بالتنسيق مع الجيش السوري. وأوضح المصدر العسكري ل «الحياة»، أن الجيش اللبناني لن يتدخل في المعركة وسيحمي المناطق الخاضعة لسيطرته في عرسال ومحيطها وسيمنع المسلحين من التسلل إلى هذه المناطق في عرسال وغيرها أو إلى مخيمات النازحين السوريين. ورفع بعض مخيمات النازحين في محيط عرسال علماً لبنانياً على خيم فيه، تحسباً لأي التباس، وللدلالة على أنهم بحماية الجيش.