لا يزال «مهرجان ليالي أفريقيا» في مونتريال، منذ تأسيسه عام 1987، يؤكد حضوره كمحطة فنية متميزة في الشمال الأميركي، وإطلالته الفريدة على ألوان من الموسيقى والرقص والغناء تمتد اصداؤها من العوالم الأفرو- لاتينية الى ساحات مونتريال. يقام المهرجان بعض فقراته في الهواء الطلق وبعضها الآخر في صالات مغلقة، طوال 12 يوماً. ويشارك فيها عشرات الفرق والفنانين من ذوي الشهرة على المسارح العالمية. وشهدت أمسية الافتتاح تدفق أبناء الجاليات التونسية والمغربية والجزائرية والكنديين من أصول مغاربية. تصدرت الفنانة التونسية أمال المتلوتي المشهد المغاربي من المهرجان، فغنت على «مسرح فيرمونت» في مونتريال ل «ثورة الياسمين». واستهلت حفلتها بأغنية من البومها «كلمتي حرة»، ورددت مطلعها «أنا وسط الظلمة نجمة وأنا في حلق الظالم شوكة» مع الجمهور أكثر من مرة وسط حالة من التجاوب المجبول بالحنين مع كل وصلة موسيقية وغنائية، لا سيما أن الجمهور التونسي حفط كلماتها عن ظهر قلب ويرددها كنشيد اينما حل وارتحل. باختصار كانت أمسيتها الغنائية غنية بالتزاماتها الوطنية والعاطفية التي شملت مروحة واسعة من مشاعر الانتماء والحب والأمل والحنين والحرية. ونشأت «ديفا تونس» منذ طفولتها في أحضان الموسيقى الكلاسيكية والعربية وتأثرت بلوني الشيخ إمام ومارسيل خليفة. وكتبت أغانيها باللغتين الفرنسية والعربية. وتركت بصمات عميقة في الأساليب الموسيقية العربية المعاصرة. ومزجت الأغاني التقليدية بألوان معاصرة من الروك والهيب هوب. أما حفلات الهواء الطلق فيشارك فيها فريق «ماروكولور» (تعبير فرنسي مختصر لكلمتي ماروك أي المغرب وكولور أي ألوان). ويقدم عروضاً موسيقية تقليدية من ألوان الغناوي والعيساوية والدكة المراكشية «ليس لأبناء الجالية المغربية فحسب وإنما لتعريف الكيبيكيين على الأصالة المتجذرة في الثقافة الموسيقية المغاربية» على حد قول مؤسس الفرقة، الكندي المغربي فتح الله لغريزي في مقابلة ل «راديو كندا الدولي» في مونتريال. كما يشارك الكندي المغربي الأصل عبدل قادري وهو مؤلف وملحن ومن أبرز نجوم البوب الأفريقي، بتقديم باقة من أغانيه الذائعة بلهجتها المغربية الشعبية مثل «بوحاطة» و «كيد النسا» و «احكي يا زمن». أما الجزائر فتتمثل بأمسيتين تقدّم إحداهما فرقة «جماوي أفريقيا» التي تتميز بمؤثراتها الموسيقية المعاصرة ومكانتها المتجددة في عوالم الروك والريغي والجاز على المسارح العالمية. والثانية «موسيقى القبلية» يقدمها حميد واشين (كندي من أصل جزائري) بطريقة شرقية لاتينية معاصرة.