افتتح «مهرجان ليالي أفريقيا العالمي» دورته السابعة والعشرين في مونتريال، وتستمر أحداثه حتى 21 من الشهر الجاري، بمشاركة 70 فناناً من مشاهير الغناء والموسيقى الوافدين من أفريقيا وجزر الأنتيل وأميركا اللاتينية. واعتبر رئيس المهرجان لامين توري أن الفنانين المشاركين هم «سفراء لأوطان بلا حدود يعملون على نشر تراث موسيقي يجمع بين أصالة أفريقيا وحداثة الغرب». ويتميز مهرجان هذه السنة بحضور لافت لمجموعة من فناني المغرب العربي الذين يحيون حفلاتهم في أوقات متفاوتة، بعضها في الهواء الطلق، وقسم منها في صالات مغلقة. وفي افتتاح المهرجان، أطلت المغنية الجزائرية الشعبية حسنى البشاريا على مسرح «مايل اند» في مونتريال، بشخصية تضج بملامح المرأة الصحراوية من بساطة وقوة وعنفوان، ولا تضيرها شدة الاعتزاز بأصالة التقاليد وظهورها حافية القدمين وبلباسها الشعبي الأصفر وقبعتها السوداء ووشاحها الذي يتدلى حول عنقها وصدرها. وقدمت وصلات من ألبومها «الجزائر جوهرة»، فألهبت مشاعر الحاضرين، وأفرغت القاعة من مقاعدها، فتحولت إلى حلبة للرقص الجماعي على وقع ألحان سريعة فجرت مكامن الحب والحرية والتمرد. ووصفها أحد الحاضرين من الكنديين ب «الثورة الهادئة» قياساً بما أحدثته هذه الأخيرة عام 1964 من تغيرات في المفاهيم الاجتماعية والثقافية والفنية في كيبيك. وفي غمرة هذه الأجواء الحماسية، كانت الفنانة سعاد عسلة المرافقة لحسنى الجزائرية تقدم بين الحين والآخر، مقاطع من ألبومها «جوال» ومنها أغنية «مولانا» التي أضفت على المشهد الفني مسحة من الطرب والبهجة. وحظيت حسنى بتغطية إعلامية كندية واسعة. فكان لها مقابلات عدة في محطات الإذاعة والتلفزيون والصحافة. ووصفتها جريدة «لو دوفوار» بأنها «شخصية قوية وحرة اقتحمت موسيقى الغناوي التي كانت لفترة خلت حكراً على الرجال». كما اعتبرتها جريدة «لابرس» «فنانة عالمية متمردة انطلقت من حفلات الزفاف المحلية إلى العواصم الأفريقية والأوروبية والأميركية»، أما «جريدة مونتريال» فأوردت عنوان: «ستينية جزائرية ألهبت ليالي أفريقيا»، إضافة إلى الألقاب التي أغدقت عليها مثل «روك الصحراء» و «لؤلؤة الجزائر» و «واحة في صحراء». ويشارك أيضاً في المهرجان، عدد من الفنانين المغاربة أمثال العازف عزيز سحماوي خبير الأغنية والإيقاع والتجدد والموهبة الفنية في مزج الإيقاعات الشرقية بموسيقى الجاز والروك، وعازف العود الكندي من أصل تونسي محمد المصمودي المتميز بمزج التراث المغاربي بالألحان الشرقية. ويشارك أيضاً الجزائري من أصل كندي كريم سعادة الشهير بأغانيه الرومانسية وصوته الدافئ وموسيقاه المستوحاة من الصحراء والمغرب والأندلس، إضافة إلى فرقة «مازاغن» المغربية المشهورة بتحديثها لموسيقى الشعبي، وفرقة «سينكوب» الجزائرية التي تقدم في إطار الموسيقى العالمية ألواناً من الريغي والهيب هوب والراي.