استنفرت السلطات المصرية أمس لتطويق تداعيات حادثي إطلاق النار على حاجز أمني في البدرشين، القريبة من منطقة أهرامات الجيزة (جنوبالقاهرة)، وطعن سياح في منتجع الغردقة السياحي في محافظة البحر الأحمر، على قطاع السياحة. فبالتزامن مع فتح السلطات تحقيقات موسعة في الحادثين اتخذت السلطات الأمنية سلسلة من الإجراءات الجديدة، وطاول التشديد الأمني المناطق الأثرية في صعيد مصر بعد المنتجعات الساحلية، فيما فرضت إجراءات رقابية مشددة على العاملين في المنتجعات السياحية، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ما جرى عام 2005، في أعقاب تفجيرات شرم الشيخ (جنوبسيناء). وكانت أجهزة الأمن قررت بعد تفجيرات 2005 وضع شروط على المصريين، خصوصاً شبان مدن الصعيد، الراغبين في دخول المنتجعات السياحية في محافظة البحر الأحمر، أبرزها حمل تصريح أمني. وكلف النائب العام المصري نيابة أمن الدولة العليا بمباشرة التحقيقات في حادث البدرشين في الجيزة الذي راح ضحيته خمسة عناصر من الشرطة، وطعن سياح في أحد منتجعات الغردقة وأدى إلى مقتل سائحتين ألمانيتين ونفذه أحد المنتمين إلى تنظيم «داعش». ومن المقرر أن تبدأ النيابة التحقيقات مع منفذ هجوم الغردقة عبدالرحمن شمس الدين (28 سنة)، وهو من محافظة كفر الشيخ في دلتا النيل، بعد ترحيله إلى القاهرة، فيما أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية عن «الأسف الشديد لمقتل السائحتين الألمانيتين في هجوم الغردقة»، ووصف الهجوم الذي استهدف سيّاحاً أجانب بأنه «عمل إجرامي يثير الصدمة والغضب». وأعلنت سفيرة تشيخيا في القاهرة فيرونيكا كوخينيوفا أن حال التشيخية التي أصيبت في الحادث مستقرة، وأوضحت أن أحد الديبلوماسيين التشيخ وصل إلى الغردقة مساء أول من أمس لمتابعة نقل المصابة (36 سنة) إلى أحد مستشفيات القاهرة. كما أكد سفير أرمينيا في القاهرة أرمن ميلوكيان استقرار حال السائحتين الأرمينيتين اللتين أصيبتا في الحادث، مشيراً إلى أن السفارة على تواصل دائم مع السلطات المصرية لمتابعة سير التحقيقات. وفرضت السلطات الأمنية إجراءات أمن مشددة على مداخل المدن السياحية في محافظة البحر الأحمر ومخارجها، وقررت الأجهزة الأمنية تحديد دخول مدن المحافظة على من يحملون بطاقات هوية صادرة من المحافظة أو تصريح عمل في أحد المنتجعات السياحية، إضافة إلى إجراء تفتيش دقيق للسيارات والحافلات، وتنفيذ حملات مداهمة لضبط المقيمين من دون تصاريح عمل، فيما عزا مصدر أمني تحدث إلى «الحياة» الإجراءات إلى «الحؤول دون تسلل أي عناصر إرهابية، وإحكام السيطرة على المنتجعات السياحية في المحافظة». وكان مطار الغردقة الدولي استقبل أمس 1600 سائح ألماني، قدموا لقضاء إجازاتهم على شواطئ المنتجع. وأوضحت مصادر ملاحية أن السياح الألمان وصلوا على متن 9 رحلات جوية، حيث جرى تسهيل إجراءات وصولهم وإقامتهم في الفنادق والمنتجعات السياحية في مدن المحافظة، مشيراً إلى أن النسبة العامة للإشغال السياحي في فنادق الغردقة اقتربت من 65 في المئة، موضحاً أن الألمان يمثلون النسبة الأكبر بين سياح منتجعات البحر الأحمر. وألقى حادث الطعن، الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من السياح، بظلاله على الأوضاع الأمنية في محيط المناطق الأثرية في محافظتي الأقصر وأسوان (صعيد مصر)، إذ سارعت أجهزة الأمن إلى فرض مزيد من التدابير الأمنية على الطرق السياحية، وفي محيط المزارات الأثرية والسياحية، وعززت من وجود قوات مكافحة الإرهاب وأجهزة الكشف عن المتفجرات. واستمرت أمس ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بهجومي البدرشين والغردقة، وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن «للولايات المتحدة هدفاً وحيداً وهو محو الإرهاب من على وجه الأرض»، وفقاً للسفارة الأميركية في القاهرة التي دانت «الجريمة البشعة بقتل قوات من الشرطة المصرية في البدرشين والهجوم الذي استهدف سياحاً في الغردقة». وأرسل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برقية تعزية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي في «شهداء الشرطة الذين استشهدوا في عملية إرهابية خسيسة»، مؤكداً «استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لمثل هذه الأعمال الإجرامية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مصر».