تحدثت مصادر ديبلوماسية روسية عن خلافات تركية- إيرانية في شأن مناطق «خفض التوتر» ومن سيتولى مسؤولية مراقبتها. وبدأت تركيا الحديث عن إرسال قوات إلى هذه المناطق لمراقبة وقف النار فيها. بينما رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الوعود الأميركية باستعادة الأسلحة التي قدمتها واشنطن إلى «وحدات حماية الشعب» في شمال سورية، بعد هزيمة «تنظيم داعش»، ووصفها ب «خدعة». وللمرة الثانية خلال 48 ساعة، هزت انفجارات مناطق في ريف القنيطرة. وأكدت مصادر عدة ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنها ناجمة عن قصف صاروخي من طائرات إسرائيلية، استهدف مواقع تسيطر عليها القوات النظامية في ريف القنيطرة. وتحدثت المصادر عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية وحلفائها. وكانت إسرائيل استهدفت أول من أمس مواقع وآليات للقوات النظامية قتل إثرها عنصران وأصيب آخرون بجروح. وتواصلت المعارك بين القوات النظامية و «تنظيم داعش» على طريق أثريا– الرصافة، عند مثلث الرقة– حلب– حماة. وتمكنت القوات النظامية من التقدم مسافة 12 كيلومتراً ووصلت إلى «حاجز السيريتل» وسيطرت عليه. ويُعد هذا التقدم أول تقدم استراتيجي للقوات النظامية في محور مثلث الرقة– حماة– حلب، بعد السيطرة على بلدة الرصافة، الواقعة على طريق أثريا– الرقة، في 19 حزيران (يونيو) الجاري. وأفاد «المرصد السوري» بأنه بات أمام القوات النظامية مسافة 15 كيلومتراً لإطباق الحصار على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة «داعش» في ريف حلب الجنوبي الشرقي». وفي حال انسحب «داعش» من تلك المناطق، سينتهي وجوده في شكل نهائي من محافظة حلب وتكون القوات النظامية أمنت طريق حلب– خناصر– أثريا في شكل كامل. ومع التقدم الذي أحرزته القوات النظامية في حماة، أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الفطر في المدينة أمس. وبث التلفزيون الرسمي لقطات للأسد وهو يصلي في مسجد كبير في المدينة. ودعا المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الأسد إلى تقديم الحل الديبلوماسي للأزمة على ما عداه، قائلاً: «الحرب لا يمكن كسبها بالطرق العسكرية». وأوضح دي ميستورا مخاطباً الأسد في حوارٍ مع صحيفة «تاغس شبيغل» الألمانية: «يمكنك (الأسد) قصف ما تريد دائماً، لكن لتحقيق السلام سيتعين عليك تقديم تنازلات». إلى ذلك، قالت مصادر روسية مطلعة إن هناك خلافات تركية- إيرانية حول مناطق «خفض التوتر» في سورية ومن يتولى مسؤولية مراقبتها، موضحة أن الخلافات ظهرت مع رغبة أنقرة بإرسال قواتها إلى الشمال السوري، رداً على توسيع إيران نفوذها. وأفادت المصادر الروسية بأن هذا التعارض في المواقف قد يؤدي إلى تأخير تحديد المناطق الآمنة. ونقل موقع «روسيا اليوم» الإخباري عن مصدر ديبلوماسي روسي قوله إن طهران في البداية لم تبدِ رغبة في نشر قواتها في مناطق «خفض التوتر»، ولكنها بعدما أظهر الأتراك رغبة في إرسال قواتهم، غيرت طهران موقفها وباتت مستعدة لإرسال قوات لمراقبة منطقة خفض التوتر قرب دمشق. ومن المقرر مناقشة مناطق «خفض التوتر» والقوى المشاركة فيها خلال مفاوضات آستانة المقررة يومي 4 و5 تموز (يوليو) المقبل. وكانت مصادر مقربة من مفاوضات آستانة أفادت بأن الأردن لن يشارك في عمليات «خفض التوتر». وقال مصدر مطلع لوكالة «إنترفاكس» الروسية إن «القائمين على رسم حدود مناطق وقف التصعيد في سورية اتفقوا على حدود منطقتين من أصل أربع وأن تركيا معنية بمتابعة الوضع في إدلب». وأضاف: «الأطراف المعنية لم تتفق بعد على حدود المنطقة الشمالية، أي إدلب المعنية بمتابعتها تركيا، فيما أجمعوا على حدود المنطقتين الثانية والثالثة اللتين ستشملان الغوطة الشرقية ومساحات محددة شمال حمص». ولفت إلى أن «منطقة وقف التصعيد الرابعة (درعا) لا تزال قيد البحث في الوقت الراهن، ولا حدود واضحة لها حتى الآن». واتفقت روسياوتركياوإيران على أربع مناطق لخفض التوتر في سورية مطلع أيار (مايو) الماضي في آستانة. وبموجب هذا الاتفاق، يتم فصل هذه المناطق عن المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية. وعند طرح الفكرة في البداية، لم يكن مطروحاً نشر قوات من الدول الثلاث الضامنة، إلا أن التحركات الإيرانية في منطقة البادية وتوسيع طهران نطاق نفوذها وإرسال عناصر من «الحشد الشعبي» العراقي، دفعت أنقرة إلى تغيير رأيها في ما يتعلق بإرسالها قوات إلى سورية. في موازاة ذلك، أفادت مصادر متطابقة في المعارضة السورية بأن الجيش التركي عزز تمركزه على الحدود الشمالية السورية أمس. وبثت وسائل إعلام تركية مقاطع فيديو لعملية إرسال جنود إلى مدينة كيليس التركية على الحدود المقابلة لمدينة عفرين شمال حلب.