شكا سكان وأهالي حي المقرح (شمال العاصمة المقدسة) من تجاهل شركة المياه والبلدية للاتصالات المتكررة التي لم تهدأ منذ هطول الأمطار مساء أول من أمس، من أجل شفط المياه وإزالة الأتربة عن الطريق التي عرقلت حركة سير المركبات. وأوضح المواطن محمد الصاعدي أنه لم يستطع الذهاب إلى المسجد بسبب محاصرة المياه لمركبته، ما اضطره للبقاء في منزله، إذ إنه لا يستطيع الوصول إلى مركبته، وإن وصل إليها فلا يستطيع تشغيلها، مبيناً أن هذه المعاناة تتكرر في كل مرة تهطل فيها الأمطار. وأفاد الصاعدي بأنه قام بالاتصال بشركة المياه أو البلدية أكثر من مرة من أجل شفط المياه «ولكن لا مجيب». من جهته، بيّن المسن يحيى أنه يسكن في حي المقرح منذ 10 أعوام، وأنه اعتاد على محاصرة المياه وغرق المركبات في الحي، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن الشارع الرئيس للحي وانقطاعها عن بعض العمائر السكنية التي تقع على الطريق العام. وأضاف يحيى: «استيقظنا على كارثة جديدة تضاف إلى سجل الكوارث السابقة وسنبقى أياماً محاصرين في هذه المنطقة، إلا إذا رقّت علينا قلوب البلدية وأزالت الأتربة عن الطريق، بينما المركبات التي تضررت جراء الأمطار فالعوض على الله». وأشار المواطن عبدالله نصار إلى أنه اجتمعت عليهم في الحي مصيبتان (الماء والكهرباء)، فالسيول قطعت الكهرباء وأسقطت الكيبل الذي يمد الحي بالكهرباء، بينما المياه حاصرت المنازل وقطعت الطريق «ونحن على هذه الحال منذ الواحدة بعد منتصف الليل»، لافتاً إلى أن ابنته تسكن في الجهة الأخرى من الحي ولا يستطيع الوصول إليها، وهي لا ترد على هاتفها المحمول ولا يعلم شيئاً عن حالها. بينما المواطن عبدالله هادي اضطرته الأمطار للمبيت على ظهر مركبته التي حاصرتها السيول المحملة بالأتربة، وبعد أن توقف المطر وجف السيل بقيت الأتربة والحجارة تحاصر مركبته من كل جهة، فيما تفاجأ مؤذن أحد مساجد الحي بامتلاء المسجد من الداخل بالمياه، إذ أوضح أنور علي أنه دخل المسجد قبل الأذان ووجده ممتلئاً بالمياه ومن دون سقف، وعندما خرج من المسجد وجد السقف ملقياً خارج المسجد من شدة المطر والرياح، لافتاً إلى أن الحي يقع في وادٍ، ولا يوجد به تصريف للمياه سوى عبّارة في نهاية الطريق.