أضحت القوارب المطاطية طوق نجاة أهالي حي السامر (شرق جدة) الأول من الغرق عند هطول الأمطار، ووسيلة مساعدتهم الأولى في التنقل بغية الدخول والخروج من وإلى الحي، في ظل امتلاء شوارعه وممراته كالعادة بمياه الأمطار، التي على رغم مرور ليلتين على توقفها إلا أنها لا تزال تعم جميع أرجاء الحي «المغلوب على أمره». وظل مشهد تجمع المياه يعيد لأهالي الحي ذكرى مأساة تتكرر كل عام مع الأمطار والسيول التي تغرق دورهم ومساكنهم، إذ تتجمع المياه وسط الحي لتملأ الطوابق الأرضية وتعطل حركتهم عندما يصل منسوبها إلى أكثر من ربع ارتفاع جدران المنازل، لتتوقف المركبات الصغيرة، ولا يجد أهالي الحي أمامهم من خيار سوى القوارب المطاطية. وفي استطلاع ل«الحياة»، أكد المواطن سعد الزبيدي أن المياه أغرقت الشوارع منذ بدء هطول الأمطار يوم الجمعة الماضي، مبيناً أن العائلات تضررت من هذا الوضع من دون مبادرة الجهات المعنية إلى سحب المياه. وأشار إلى أن جيرانه اضطروا للتنقل بقوارب مطاطية بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار، وقال: «إنهم طلبوا من مسؤول الأمانة الإسراع بشفط المياه، إلا أنه طلب منهم التريث ريثما يتم شفط مياه الشوارع الرئيسة». وتساءل: «إلى متى يستمر الوضع في مخطط حي السامر السكني من دون إيجاد حلول جذرية؟» إذ إن الحي يغرق دائماً مع هطول الأمطار»، مستغرباً من بقاء تجمع المياه على رغم إعلان عدد من المشاريع السابقة التي صرفت عليها مئات الملايين من دون نتائج حقيقية. واضطر الوضع المواطن مستور الزهراني إلى التفكير في اقتناء قارب مطاطي، وتابع: «ليس أمامي سوى شراء قارب مطاطي يساعدني وعائلتي على الخروج من المنزل إذ لا يوجد خيار أفضل مع تجاهل أمانة جدة في شفط مياه الأمطار التي تحاصرنا في كل مرة»، وواصل: «إن معاناة بقاء مياه الأمطار في الحي تتكرر سنوياً مع استمرار عدم تفاعل «الأمانة» مع بلاغات المواطنين لشفط المياه بالشكل المطلوب، في الوقت الذي لا يستطيع فيه سكان الحي الدخول أو الخروج منه»، واصفاً الوضع ب«المأسوي». ولم تفسح المياه للمواطن محمد حمدان طريق خروج من الحي، الذي كشف حبس الأمطار له منذ بداية هطولها حتى توقفها وما خلفته من تجمع كثيف في الشوارع والطرقات، مشيراً إلى أنه لم يستطع الذهاب إلى عمله طوال اليومين الماضيين إضافة إلى منعه أطفاله من الخروج إلى مدارسهم على رغم قرب بداية الاختبارات. وأكد أن أهالي الحي لجأوا إلى شراء القوارب المطاطية كوسيلة وحيدة للخروج من نفق المياه التي خلفتها أمطار الجمعة الماضي، مناشداً الجهات ذات العلاقة بسرعة شفط المياه في أقرب فرصة حتى تعود حياة الأهالي الطبيعية من جديد. أما علاء الزهراني فوصف ما يحدث حالياً في حي السامر ب«غير الطبيعي»، متسائلاً: «هل يعقل أن يعيش أهالي الحي داخل منازل تحوطها المياه من كل جانب؟»، مستنكراً حال الصمت الرهيب من الجهات المعنية التي لم تكن (بحسب قوله) على قدر كبير من المسؤولية في عدم مسارعتها إلى شفط المياه، وزاد: «يومان كاملان والتلوث البيئي من انتشار البعوض والحشرات يحاصر منازلنا وقاطنيها من دون رؤيتنا لأي حلول عاجلة من المسؤولين»، معتبراً أن غرق الشوارع يعطي مؤشراً بضعف الخطوات التي يرددها مسؤولي «أمانة جدة» قبل هطول الأمطار.