الفيتامين «سي» (اسمه العلمي حامض الأسكوربيك) أحد أشهر الفيتامينات على الإطلاق، ويحتاجه الجسم من أجل إنجاز العديد من العمليات الإستقلابية والتفاعلات الأنزيمية الحيوية في الجسم. ولا يستطيع جسم الإنسان تركيب الفيتامين «سي»، بل هو الوحيد من بين الكائنات الحية الذي لا يستطيع تصنيعه، من هنا حتمية تأمينه من الواردات الغذائية. والفيتامين «سي» مركّب عضوي يتألف من الكربون والأوكسيجين، وهو قابل للذوبان في الماء، لذلك لا يمكن تخزينه إلا بكمية شحيحة للغاية لا تفي باحتياجات الجسم. ويساعد الفيتامين «سي» في انتاج مادة الكولاجين التي يحتاجها الجسم للمحافظة على جميع أنسجته، خصوصاً العظام والأسنان واللثة والغضاريف والعمود الفقري والجلد والأوعية الدموية والمكونات المحيطة بالمفاصل. ويصنف الفيتامين «سي» كواحد من أبرز مضادات الأكسدة، فهو يعمل كل جهده في محاربة المشتقات الكيماوية الحرة التي تعمل على زعزعة استقرار الخلايا وتعريضها للخراب والتلف. ويشجع كذلك على امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي، ويشارك في صنع مادة الكارنتين التي تدخل بدورها في الجزيئات المولدة للطاقة، ويساهم بقوة في تعزيز عمل الجهاز المناعي لهذا يُقبل عليه الناس في أيام البرد والرشوحات. وهناك بحوث تشير الى دوره في تنشيط حركة الحيوانات المنوية عند الذين يشكون من نقص في الخصوبة. وأوصت دراسة حديثة صادرة عن جامعة سالفورد البريطانية بتناول الفواكه الحمضية الغنية بالفيتامين «سي» لأنها مفيدة في منع انتشار الخلايا السرطانية في جسد المريض. وأفادت دراسة قام بها باحثون من جامعة أيوا الأميركية بأن تناول جرعات مرتفعة من مكملات الفيتامين «سي» يمكن أن يحسّن فاعلية العلاج الكيماوي والإشعاعي لبعض أنواع السرطان التي تصيب الرئة والدماغ وفي إطالة فترة الحياة التي يعيشها المرضى بعد انتهاء العلاج.