ما هي الفيتامينات؟ ومصادرها في الطعام، وتأثيراتها الرئيسية على الجسم، وماذا يسبب نقصها، والمحاذير من الزيادة في استخدامها، والجرعات الموصى بها يومياً. على هذه الاسئلة دار الحديث والاجابة عنها خلال الاسابيع الماضية حيث اكدنا ان الفيتامينات مركبات كيميائية يحتاجها الجسم بمقادير قليلة. وتشكل الفيتامينات واحدة من المجموعات الرئيسة للمواد الغذائية (مواد الطعام اللازمة للنمو والصحة). وتنظم الفيتامينات تفاعلات كيميائية يحول فيها الجسم الطعام إلى طاقة وأنسجة حية. وهناك 13 فيتاميناً يُنتج الجسم بنفسه خمسة منها . واستكمالا للحديث حول ذلك نتطرق الى عدد من تلك الفيتامينات ومنها : فيتامين ب12 : يعرف باسم كوبالامين وسيانوكوبالامين وهيدروكسو كوبالامين . إن فيتامين ب 12 ينفرد بخواص فريدة عن بقية إفراد فيتامين ب المركب فلديه تركيبه الخاص الأكثر تعقيداً عن الأفراد الأخرى، إنه الفيتامين الوحيد الذي يحتوي على عنصر الكوبلت، وتقوم البكتيريا بتصنيع هذا الفيتامين، ولا يستطيع الإنسان أو النبات القيام بمثل هذا. ولا يمكن امتصاص هذا الفيتامين إلا بمساعدة مادة تفرزها المعدة تسمى العامل الداخلي ( Intrinsic factor ) الذي يتحد مع الفيتامين الموجود في الطعام والمنطلق من عملية الهضم، ويسيران معاً إلى الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة، حيث يحدث الامتصاص بمساعدة الكالسيوم. ومن دون العامل الداخلي لا يستفيد الجسم من فيتامين ب12 مهما كانت الكمية الموجودة في الطعام، ومن ثم يعاني الشخص من أعراض نقص هذا الفيتامين على الرغم من وجوده بكميات كبيرة في الطعام، وتحدث الأنيميا الخبيثة، مثل تلك التي تحدث تماماً نتيجة نقص فيتامين ب9 ( حمض الفوليك ). مصادر فيتامين ب 12 في الطعام : يتواجد في كبد البقر وكبد الدجاج والسردين والسلمون المعلب والتونة المعلبة ولحم الضأن والزبادي قليل الدسم واللبن خالي الدسم والبيض، وسمك القد، والطحالب. تأثيرات فيتامين ب12 الرئيسية على الجسم : فيتامين ب12 مهم جداً لإيجاد الأحماض النووية R N A و D N A التي تقوم بنقل الصفات الوراثية عبر الأجيال خلال الخلايا وعلى هذا الأساس فإن الخلايا التي تنقسم وتتكاثر بسرعة تحتاج إلى كمية كبيرة من هذا الفيتامين الذي يعمل يداً بيد مع فيتامين ب9 (حمض الفوليك). كما يساعد هذا الفيتامين على المحافظة على سلامة نخاع العظم (Bonemarrow) كما يساعد على تكوين مادة الميلين (Myelin) التي تغطي وتحمي الأعصاب . لحم الضأن من مصادر فيتامين ب 12 نقص فيتامين ب12 : يسبب نقص فيتامين ب12 فقر الدم أو الأنيميا الخبيثة ، وبطء النمو لدى الأطفال، واضطرابات الجهاز العصبي، وانحطاط قوى الجسم وتليف الكبد، وكذلك اضطرابات الحركة والمشي، وأعراض نفسية وضعف عضلي وبعض المشاكل البصرية. المحاذير التي يسببها زيادة فيتامين ب12 أو الاستعمال العشوائي لهذا الفيتامين: زيادة فيتامين ب12 أو الاستعمال العشوائي يسبب كثرة التفاعلات الدوائية ، والنباتيون والمصابون بالأنيميا الوبيلة معرضون للنقص . الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين ب12 هي : 2,4 ميكروجرام للرجال و 2,4 ميكروجرام للنساء ، و2,6 ميكروجرام للنساء الحوامل أما المرضعات فالجرعة 2,8 ميكروجرام . فيتامين ج ( C ) حمض الأسكوربيك (Ascorbic acid) : مصادر فيتامين ج ( C ) في الطعام : يتواجد في الليمون الطازج والبرتقال وليمون الجنة (جريب فروت) والشمام ، والسبانخ المطبوخ ، والكرنب النيء ، والكرنب المطبوخ والفراولة الطازجة والمجمدة، والجوافة، والعنب، والفلفل الحار، والقنبيط، والطماطم، والتوت، والبطاطس، والخضروات الخضراء، والمانجو، والخس، والكبد البقري المطبوخ، والخيار . تأثيرات فيتامين ج ( C) الرئيسية على الجسم : يستخدم لعلاج النقص المتسبب في مرض الأسقربوط ، وفي جعل البول حامضياً وذلك في علاج بعض أمراض الكلى والمثانة البولية، يعطى الفيتامين للأشخاص الذين سوف تجرى لهم عمليات جراحية حيث إنه يؤدي إلى سرعة التئام الجروح . وكذلك في البرتقال كما يستخدم لعلاج نزلات البرد والانفلونزا وحالات الفصام الشخصية ( Schizophernia ) والشيخوخة ( Similiyly) . كما يستخدم لمقاومة الأمراض ذات التأثير السام وبالأخص مقاومة السموم البكتيرية وكذلك فساد التأثيرات السامة لبعض السموم كالرصاص، والزرنيخ، والزئبق حيث يتحد معها ويكون مركبات يمكن للجسم طردها والتخلص منها. لفيتامين C قدرة كبيرة على وقاية الإنسان من أورام الجهاز التناسلي حيث أثبتت بعض الأبحاث أن السيدات المصابات بضمور في أنسجة عنق الرحم الذي يعد بمثابة الدور التمهيدي قبل حدوث التغيرات السرطانية إذا تناولن فيتامين ج في غذائهن بصورة يومية ، فإن هذه الأعراض سرعان ما تختفي. كما أمكن استخدام فيتامين ج لعلاج حالات إدمان الهروين حيث أوصت الدراسات بأن زيادة الطاقة والنشاط والتحسين الملموس في صحة مدمني الهيروين مع تحسن الحالة النفسية نتيجة تناول فيتامين ج يؤدي إلى شفاء المدمن، ويظهر هذا التحسن في صورة عودة هؤلاء الأشخاص إلى شهيتهم الطبيعية للطعام وزيادة قدرتهم على المتابعة والانتباه وحدة البصر . ويشير العلماء إلى أن العلاج بفيتامين ج في أثناء مدة تعاطي المخدرات يقلل من حدوث السمية الخاصة بالمخدر . كما أنه يقوم على تكوين العظام والغضاريف والعضلات والأوعية الدموية، يصون الأسنان واللثة، وامتصاص الحديد والتئام الجروح ومضاد قوي للأكسدة . نقص فيتامين ج : يؤدي نقص فيتامين ج إلى مرض الأسقربوط . المحاذير التي يسببها زيادة فيتامين ج أو الاستخدام العشوائي : تسبب الزيادة إسهالاً وغثياناً وتقلصات في البطن وحصى في الكلى. كما يسبب تهيجاً للمعدة عند تناول الأسبرين مع فيتامين ج بجرعات كبيرة أو لأوقات طويلة مما قد يؤدي إلى قرح المعدة. ويفضل استخدام الصورة المؤسترة من فيتامين ج في هذه الحالة . المرأة الحامل يجب ألا تتناول أكثر من 5000 مجم يومياً حيث إن الجنين يتعود على الجرعات العالية من هذا الفيتامين فإذا حرم منها بعد الولادة فقد يصاب بحالة من الأسقربوط ، كما يجب تناول مكملات فيتامين ج القابلة للمضغ إذ قد يسبب ذلك تلفاً لمينا الأسنان . الجرعة الموصى بها من فيتامين ج (C ) : للرجال 90 مجم وللنساء 75 مجم وللحامل 85 مجم وللمرضع 120 مجم .