قال زعماء خمس دول في آسيا والمحيط الهادئ اليوم (الجمعة) إنهم سيعكفون على تعديل اتفاق دفاعي أبرم في العام 1971 في ذروة الحرب الباردة بهدف حماية سنغافورة وماليزيا، بحيث يشمل تهديدات الإرهاب والمخاوف الأمنية المستجدة. واجتمع في سنغافورة وزراء من الدول المشاركة في اتفاق «ترتيبات دفاع القوى الخمس» وهي سنغافورة وماليزيا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا للتحاور في شأن تغير الأجواء الأمنية في المنطقة. وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية ماريس بين إن الاجتماع يتيح فرصة أمام دول الاتفاق كي «تتفاعل مع الأحداث الحالية وتتفاعل مع مناخ استراتيجي إقليمي متسارع الخطى ويحمل الكثير من التحديات». وفي حين قال الوزراء إن تهديدات المتشددين المحتملة في جنوب شرقي آسيا هيمنت على المحادثات قال محللون إن عدم اليقين إزاء صعود نجم الصين والتزامات الولاياتالمتحدة تجاه المنطقة يلقي الضوء مجدداً على أهمية الاتفاق. وصيغ اتفاق «ترتيبات دفاع القوى الخمس» بعد انسحاب بريطانيا من سنغافورة وماليزيا، مستعمرتيها السابقتين، وكان ذلك في وقت مثلت فيه إندونيسيا في عهد رئيسها السابق سوكارنو تهديداً للبلدين. ويلزم الاتفاق الدول الخمس التشاور في ما بينها في حال حدوث هجوم. وقال وزير الدفاع السنغافوري نغ إنغ هين «سنطور ارتباطنا بترتيبات دفاع القوى الخمس في ما يخص كلاً من التدريبات والاستعانة بقدرات جديدة وكذلك التعامل مع المخاطر الأمنية الحالية بما يساير المناخ الأمني المتغير الذي يشمل الآن جهود مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى الأمن البحري». ولم يتناول الوزراء بشكل مباشر نقاطاً أوسع تتجاوز مخاطر الإرهاب. وكتب الخبير الأمني الإقليمي المقيم في سنغافورة تيم هوكسلي هذا الأسبوع يقول، إن البلدان الخمس بحاجة لتعزيز قدرات جيوشها على العمل في ما بينها كي يظل لها فاعلية في مناخ أمني «آخذ في التدهور». وأضاف في تعليق في صحيفة «ستريتس تايمز» الصادرة في سنغافورة، أن «توازن القوى الإقليمي يتغير إذ أصبحت الصين أغنى وأقوى وأكثر تأثيراً. فالاستراتيجية والسياسة الأميركية دخلت عهداً من الشك، بأفضل تعبير، في عهد الرئيس دونالد ترامب». ويعقد اجتماع «ترتيبات دفاع القوى الخمس» كل ثلاث سنوات وتتبادل سنغافورة وماليزيا استضافته في حين تجري جيوش الدول الخمس تدريبات سنوية.