بحث الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، هاتفياً في العلاقات بين البلدين، والتحقيقات التي تجري بشأن ملابسات سقوط طائرة «مصر للطيران»، قبل عام، في أعماق البحر المتوسط خلال رحلة من باريس. وقال بيان رئاسي مصري إن السيسي أجرى مساء أول من أمس اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي الجديد لتقديم التهنئة لمناسبة توليه منصبه، مؤكداً تطلعه للعمل معه خلال الفترة المقبلة من أجل مواصلة الارتقاء بالعلاقات المصرية- الفرنسية على مختلف الأصعدة وترسيخ الشراكة بين البلدين والتعاون الوثيق القائم بينهما في المجالات كافة. ونقل البيان المصري عن ماكرون أنه أعرب عن تقديره للتهنئة، مؤكداً حرصه على الالتقاء بالسيسي قريباً والتعاون معه من أجل «إضفاء مزيد من الزخم على العلاقات الثنائية القوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين»، كما أعرب عن تطلعه «للتنسيق والتشاور مع مصر إزاء عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأوضح البيان أن الاتصال تناول عدداً من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى مواصلة التعاون بين الجانبين في ما يتعلق بالتحقيقات الخاصة بحادث سقوط طائرة «مصر للطيران» القادمة من باريس العام الماضي، وتطرق الاتصال كذلك إلى التطورات على صعيد بعض القضايا الإقليمية، ومنها «الجهود الجارية للتقريب بين الأشقاء في ليبيا من أجل تحقيق تقدم في العملية السياسية بما يعيد الاستقرار إلى هذا البلد الشقيق ويحفظ وحدته ومؤسساته الوطنية». وفي نهاية الاتصال، وجه السيسي الدعوة إلى نظيره الفرنسي لزيارة مصر، وبدوره رحب الرئيس الفرنسي ووعد بتلبية الدعوة في أقرب وقت. في موازاة ذلك، توعد السيسي على هامش افتتاحه عدداً من المشاريع الخدمية والاقتصادية في محافظة دمياط (شمال القاهرة) أمس، بتطبيق قاسٍ للقانون ومواجهة المعتدين على أراضي الدولة. وخاطب السيسي وزيري الدفاع والداخلية، مشدداً على «عدم السماح بالاستيلاء على أرض الدولة... التعدي على الأراضي بات في التاريخ»، قبل أن يصف السيسي كل شخص يستولي على أراضي الدولة دون حق ب «اللص المغتصب والحرامي أيما كان من هو... لن نترك أحداً يستولي على أشياء من دون وجه حق... ليس لديّ مصلحة... لا يوجد في هذه الدولة من هو فوق القانون... ولا يمكن أن نفرط في متر أرض واحد». وأعلن عقد مؤتمر نهاية الشهر الجاري يحضره المحافظون ومديرو الأمن وقادة الجيوش والمناطق للوقوف على آخر التطورات في قضية استرداد أراضي الدولة المنهوبة». وتطرق السيسي إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها المصريون، لكنه دافع عن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة «من أجل توفير الأموال لتنفيذ مشاريع تنموية»، وقال: «التحول إلى الأفضل ليس أمراً بسيطاً، نسعى إلى تغيير حال ناس ظروفها صعبة... الأمور ليست بالبساطة التي تعتقدونها في تغيير حياة شعب مصر إلى الأفضل، وهناك معاناة يجب أن نتكبدها». وطالب السيسي بتلبية طلبات المصريين في وحدة السكان الاجتماعي، مشدداً على ضرورة الانتهاء من تنفيذ المشاريع التي توقفت خلال الأعوام العشرة الماضية «قبل نهاية العام الجاري».