ناقش الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أمس، «تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب في المنطقة»، واستئناف الملاحة الجوية بين البلدين وحركة السياحة التي توقفت في أعقاب تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأفاد بيان رئاسي مصري بأن بوتين اتصل بالسيسي أمس «وتناولا التطورات والمستجدات الجارية على الساحة الإقليمية، وجهود مكافحة الإرهاب، وجرى توافق بين الجانبين على ضرورة أن تمتد مكافحة الإرهاب إلى كل من ليبيا واليمن، ولا تقتصر فقط على سورية، كما تطرقا إلى تعزيز العلاقات، واستئناف رحلات الطيران، واستعادة التدفقات السياحية الروسية لمصر إلى طبيعتها». وأشاد السيسي بالدور الروسي والأميركي في التوصل إلى الهدنة في سورية. وأكد «مساندة مصر التوافق الروسي- الأميركي والجهود الدولية كافة الرامية إلى تسوية الأزمة السورية». وشدد على «أهمية التوصل إلى تسوية سياسية بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية، ويصون كيان الدولة ومؤسساتها، ويدعم إرادة الشعب السوري وخياراته من أجل بناء مستقبل البلاد». وتناول الاتصال أيضاً «سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، لاسيما في ضوء التنامي الملحوظ الذي تشهده على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، خصوصاً في أعقاب الاتفاق على إنشاء المنطقة الصناعية الروسية ومحطة الضبعة للطاقة النووية»، مشيراً إلى «حصول توافق على أهمية المضي قدماً على صعيد تعزيز العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن كثير من الفرص الواعدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري في مجالات بينها قطاعات النقل والصناعة والطاقة». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن الكرملين أن بوتين أطلع السيسي على «الجهود المبذولة في سياق تنفيذ بنود البيان المشترك الصادر عن روسيا والولايات المتحدة، حول وقف الأعمال القتالية في سورية، مشدداً على أن تنفيذ شروط الهدنة يعتبر عاملاً أساسياً لتهدئة الأوضاع داخل سورية وتحسين الوضع الإنساني فيها». وأضاف بيان الكرملين أن السيسي «أعطى تقويماً عالياً لهذه الخطوات، داعياً إلى إطلاق العملية السياسية للتسوية السورية تحت إشراف الأممالمتحدة بأسرع ما يمكن». إلى ذلك، شدد السيسي خلال لقاء جمعه في القاهرة أمس بنظيره العراقي فؤاد معصوم، على «ضرورة التمسك بوحدة العراق والتصدي لمحاولات بث الانقسام بين المكونات»، كما نبه إلى «أهمية الحفاظ على وحدة الدول العربية وسيادتها على أراضيها، وإرساء الأمن والاستقرار». وأكد معصوم، وفق بيان رئاسي مصري، «تمسك العراق بعروبته واعتزازه بها، وحرصه على تعزيز علاقاته مع جميع الدول العربية». وأوضح البيان أن السيسي أكد لمعصوم «خصوصية العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين»، مشيراً إلى «حرص مصر على تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية». وأكد موقف مصر «الداعم لوحدة الدولة العراقية وسيادتها على كامل أراضيها وحرصها على مساندة الجهود كافة الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في العراق في مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لمحاولات بث الفرقة والانقسام بين مكونات الشعب العراقي، باعتبار أن النسيج الوطني القوي يُعد أحد أهم دعائم قوة المجتمع في أي دولة». ونقل البيان تأكيد معصوم «متانة العلاقات وعمقها بين البلدين والشعبين وأهمية العمل على دفع وتطوير مختلف مجالات التعاون». وأعرب عن «تقديره لما تبذله مصر من جهود من أجل دعم استقرار العراق وتعزيز الجهود الرامية لاحتواء الأزمات الراهنة في المنطقة»، مشيداً ب «دور مصر المحوري وكونها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في العالم العربي، وداعمة لوحدة الصف والتضامن العربي». كما ثمّن «الدور الوطني للقوات المسلحة المصرية»، مؤكداً أنها «جنبت مصر ويلات الانزلاق إلى الفوضى والعنف، وكان لها ولا يزال دور فاعل في مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية». واتفق الرئيسان على «تفعيل آليات العمل الثنائية، لا سيما اللجنة المشتركة» التي قررا إحياء عملها وعقدها بالتناوب بين القاهرة وبغداد.