تزايدت حدة الغضب الشعبي في صنعاءوالمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بسبب الفساد الذي يمارسه أنصارهما، وتسيب مؤسسات الدولة وتضييق الحريات على المواطنين، خصوصاً ممارسات «اللجان الثورية» التي باتت تهدد النسيج الاجتماعي بأخطار النعرات والصراعات والفتن، وتغييب القانون والتعدي على ممتلكات الناس ومقدرات البلد، وفق ما قال أحد «الوزراء الحوثيين»، في مؤشر إلى خلافات عميقة بين أطراف الجماعة. وطالب «وزير الصناعة والتجارة» في حكومة الحوثيين عبدالله محمد بشر (وهو نائب) في رسالة وجهها السبت إلى «المجلس السياسي الأعلى» بإلغاء «اللجان الثورية» التي يتزعمها محمد علي الحوثي، ومنع «تدخلها في اختصاصات أو صلاحيات الجهات الرسمية، وتصحيح الاختلالات القائمة وتجفيف منابع الفساد، ورفع الظلم والتجبر والتكبر على أبناء الشعب اليمني»، مؤكداً أن الوضع «يسير من سيئ إلى أسوأ، ووصل الحال بالناس إلى تفضيل الانتحار والموت على العيش وهم أموات». واتهم اللجان بسجن الآلاف «من دون وجه حق ورفض إحالتهم إلى القضاء». وقال إن «السيارات المصادرة والمنهوبة كل يوم يتم استخدامها لتركيع الناس ونشر الفساد». إلى ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أهمية «الدور الذي تلعبه دول الخليج في أمن اليمن واستقراره ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه». وأشاد، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بالمواقف الثابتة المؤيدة «وحدة اليمن وسيادته، والحفاظ على أمنه واستقراره». ودعا الزياني اليمنيين إلى «الالتفاف حول الشرعية لبسط سلطة الدولة وسيادتها في المحافظات، ليتسنى للشعب استكمال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي عالج مختلف القضايا، بما في ذلك القضية الجنوبية»، مشدداً على أن كل «التحركات لحل هذه المسألة يجب أن تتم من خلال الشرعية والتوافق». وأجرى المخلافي اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأشاد ب «وقوف الجامعة إلى جانب الشعب اليمني في مواجهة قوى الانقلاب لحساب أجندة خارجية والنيل من عروبة اليمن واستقلاله وتهديد المنطقة العربية وسيادة دولها». وأكد أبو الغيط أن «الأولوية ينبغي أن تكون لمواجهة الجماعة الخارجة عن الشرعية، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد، على أساس المبادئ والمنطلقات التي حددها قرار مجلس الأمن 2216، ومخرجات الحوار الوطني، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي». ميدانياً، قالت مصادر عسكرية إن «قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها على جبهة المخا - الحديدة بعد سيطرتها على معسكر خالد من جهتيه الشرقية والشمالية». وأضافت أن «ستة ألوية ستنضم إلى عملية تحرير الحديدة والسيطرة على الساحل الغربي، في حين تستعد سبعة ألوية أخرى لخوض معركة تحرير محافظة صعدة». من جهة أخرى، تواصلت ردود الفعل الرافضة تشكيل «مجلس الجنوب الانتقالي» الذي أعلنه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، رداً على إقالته. وأصدرت مختلف المكونات السياسية والفاعليات الشعبية والرسمية في المحافظات الجنوبية الخاضعة للشرعية بيانات استنكار لكل ما جاء في بيان الزبيدي وأهدافه الساعية إلى تفتيت اليمن وخلق أجواء من الخلافات، قد تعرقل جهود الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي.