يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في الكرملين اليوم مع نظيره الإيراني حسن روحاني. وعلى رغم تركيز التحضيرات على العلاقات الثنائية وملفات التعاون الاقتصادي – التجاري، رجّحت مصادر الكرملين أن يطغى الوضع الإقليمي على المناقشات، خصوصاً التطورات في العراق وسورية، وملف المواجهة بين إيران وإسرائيل، على خلفية حرص موسكو على توازن علاقاتها بين الجانبين. وأشارت مصادر قريبة من الكرملين إلى الأهمية التي توليها موسكو لتطوير علاقات الشراكة مع طهران، لافتة إلى أن هذا اللقاء هو التاسع بين بوتين وروحاني خلال السنوات الأربع الماضية. وركّزت وسائل الإعلام الرسمية الروسية على أن «عنوان الزيارة هو تطوير العلاقات الثنائية»، لا سيّما ما يتعلّق ب «فتح مجالات جديدة للتعاون في الطاقة والنقل والبنى التحتية»، وفق بيان أصدره الكرملين. وسيكون ملف التعاون على رأس جدول أعمال محادثات روحاني مع رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، وسط توقعات بإبرام 10 اتفاقات خلال الزيارة، أبرزها اتفاق للتجارة الحرة بين إيران ومجموعة «الاتحاد الاقتصادي الأوراسي»، والتي تضمّ كازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان وبيلاروسيا، إضافة إلى روسيا. وسيُوقّع اتفاق لإلغاء تأشيرات الدخول للمجموعات السياحية، ويُعتبر خطوة أولى لمناقشة رفع نهائي لنظام التأشيرات لمواطني البلدين. وذكرت أوساط روسية أن موسكو تتطلّع إلى توقيع «رزمة» عقود مجزية مع الإيرانيين، تضاف إلى اتفاقات أبرمها الجانبان لتشييد المرحلة الثانية من محطة «بوشهر» النووية. وكان الطرفان اتفقا عام 2015 على تشييد محطة لتوليد الكهرباء قوتها 1.4 ميغاواط في مدينة بندر عباس الإيرانية. وقدّرت مصادر روسية التكلفة الإجمالية للعقود التي يمكن إبرامها في تطوير قطاع السكك الحديد، بنحو 5 - 6 بلايين دولار. وفي مقابل تركيز المصادر الرسمية على «الشقّ الاقتصادي»، لفتت أوساط قريبة من الكرملين إلى أن الوضع في سورية والعراق، وملفات التعاون الإقليمي بين موسكووطهران، ستشغل الحيّز الأهم في محادثات بوتين – روحاني، خصوصاً في تثبيت وقف النار ودفع العملية السياسية في سورية. في الوقت ذاته، أوردت صحيفة «كوميرسانت» الرصينة أن روحاني يسعى إلى مناقشة ملف المواجهة المتصاعدة سياسياً بين إيران وإسرائيل. ولفتت إلى أن زيارة روحاني تأتي بعد أسبوعين على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موسكو، والتي كرّس جزءاً مهماً منها للحديث عن تقليص وجود طهران والمجموعات المسلحة التابعة لها في سورية، خصوصاً في مناطق الشريط الحدودي. وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو تبدي حرصاً على «توازن علاقاتها بين طهران وتل أبيب»، وأنها تعتبر الطرفين «شريكين مهمين». وأقرّت بأن «طهران شريك متعب»، مستدركة أن موسكو تسعى إلى تعزيز التعاون مع الإيرانيين، سياسياً واقتصادياً. وشدد روحاني لدى توجّهه إلى موسكو، على أن «تطوير العلاقات الإيرانية - الروسية يصبّ في مصلحة البلدين ويعزّز الاستقرار في المنطقة ويدعم مكافحة الإرهاب»، مؤكداً أن ذلك «لن يكون على حساب بلد ثالث». وذكر أن البلدين منتجان للنفط، مستدركاً أنهما يستطيعان إقامة «علاقات بنّاءة، بدل منافسة غير مجدية». وتابع: «هناك إمكانات هائلة للاستثمار الروسي في قطاع الطاقة في إيران».