طهران، نيويورك - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن الكرملين أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيناقش في طهران بعد غد، مع مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصاً في قطاع الطاقة. وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية، إن بوتين الذي يزور طهران لحضور قمة البلدان المصدرة للغاز، سيجري لقاءين منفصلين مع روحاني وخامنئي، لافتاً إلى أن الجانبين يسعيان إلى منح دفعة إضافية للعلاقات. وإضافة الى الملفات الإقليمية التي ستكون حاضرة على جدول الأعمال، وأبرزها الموضوع السوري، أشار أوشاكوف إلى أن كل جوانب العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون التجاري– الاقتصادي وزيادة الاستثمارات المتبادلة، ستكون بين الملفات التي جهزتها موسكو للبحث. كما يُنتظر أن يشغل التنسيق في مجالَي النفط والغاز، وتوسيع التعاون في قطاع الطاقة النووية للاستخدام السلمي، وكذلك التعاون الدفاعي، حيّزاً أساسياً خلال المناقشات. وكان مدير «مركز دراسات إيران المعاصرة» رجب صافاروف أبلغ «الحياة» أن الطرفين يعتزمان توقيع «رزمة اتفاقات» خلال الزيارة، بينها اتفاقات تعاون في المجالات الاقتصادية والعلمية والإنسانية. وذكر أن الطرفين يسعيان إلى «إطلاق مرحلة جديدة من التعاون، في ضوء رفع العقوبات المفروضة على إيران، والتطورات في المنطقة». ولفت بيان خاص بالزيارة وزّعه الكرملين على وسائل الإعلام الأجنبية أمس، الى اهتمام موسكو بالزيارة الى «بلد صديق تربطنا به علاقات تعاون وثيقة». وأشار إلى أن لقاء بوتين- روحاني «سيكون الثالث هذه السنة، ما يؤشر إلى عمق العلاقات والتنسيق المتواصل»، علماً أن الرئيس الروسي كان التقى خامنئي مرة واحدة عام 2007. وأوضح بيان الكرملين أن المحادثات ستركّز على «سبل تسوية الأزمة السورية وتطبيق الاتفاق المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، والحرب على الإرهاب، بما في ذلك العمل المشترك ضد تنظيم داعش، وملفات التعاون الثنائي، مع الإشارة إلى قناعة بضرورة رفع مستوى التبادل التجاري الذي بلغ العام الماضي نحو 1.7 بليون دولار»، فيما يرى الطرفان ضرورة أن يبلغ 5 بلايين دولار عام 2020. في طهران، أعلن قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري «تشكيل 2000 فوج» لميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس)، ستكون «مستعدة للدفاع عن الثورة» الإيرانية. تصريحات جعفري جاءت خلال إشرافه على مناورة نفذها «الباسيج» في محافظة قم، أوردت وسائل إعلام إيرانية أنها «تتضمّن تمرينات عسكرية لتحرير مبنىً يحاكي المسجد الأقصى والقدس الشريف، من أيدي الصهاينة المحتلين». وقال جعفري: «أداء قوات التعبئة (الباسيج) شبيه بمعجزة، فالجميع أُصيب بدهشة وذهول، ومختلف الدول تتحسّر على وجود مثل هذه القوات التي تملك حافزاً وإيماناً». وزاد: «الوجود الدفاعي لقوات التعبئة الآن انتشر في المنطقة والعالم، وهو مستمر». ولفت الى أن «الإنجاز الآخر لقوات التعبئة هو تلاحم القوات الشعبية والمدافعة عن الثورة (الإيرانية) في العراق وسورية واليمن ولبنان». وزاد: «كل القوات المدافعة عن الثورة متحدة الآن، وهذا هو بمفهوم تشكيل الأمّة الإسلامية الواحدة. الوحدة والوفاق تحقّقا بين إيران والدول الأخرى، وهذا الوفاق سيستمر حتى ظهور الإمام المهدي». وأضاف: «أدرك العدو أنه لا يستطيع مخاطبة إيران بلغة الغطرسة، كما اعترف بأنها باتت قوة إقليمية عظمى». على صعيد آخر، أسِف وزير العمل الإيراني علي ربيعي لأن لدى «90 في المئة من العمال الإيرانيين عقود (عمل) محددة المدة»، منتقداً «تمييزاً» في التوظيف. في غضون ذلك، أقرّت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً ينتقد إيران بسبب تضييقها على ناشطين وصحافيين ومعارضين. لكن طهران رأت في الأمر «تشويهاً انتقائياً ومسيساً للحقائق».