فشل المسؤولون الماليون في مجموعة العشرين أمس في التوصل إلى تسوية يدافعون فيها عن حرية التجارة العالمية ورفض إجراءات الحماية. واقتصر البيان الختامي الذي أصدره وزراء المال وحكام المصارف المركزية في الدول الأغنى عالمياً بعد اجتماعهم ليومين في مدينة بادن بادن الألمانية، على دعوة خجولة إلى تعزيز مساهمة التجارة في الاقتصاد، في تراجع عن مواقفهم الصلبة المؤيدة لحرية التجارة في اجتماعات سابقة. وعلى غرار هذا التراجع، الذي جاء بضغط من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفق مصادر، برز في البيان تراجع آخر بضغط أميركي أيضاً إذ غاب الموقف الثابت للوزراء والحكام الداعي إلى تقديم دعم مالي لجهود مكافحة التغير المناخي. ووفق نظام المجموعة، يجب أن يوقع جميع المشاركين على بيانات الوزراء أو حتى القادة في ختام قممهم. وشُددت إجراءات الأمن في بلدة بادن بادن الألمانية في اليوم الثاني من اجتماع مجموعة العشرين. ووصل وزراء المال ومحافظو البنوك المركزية في أكبر 20 اقتصادا في العالم إلى البلدة أول من أمس الجمعة جنبا إلى جنب ممثلين عن صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية. وقال وزير المال الألماني فولفغانغ شيوبله، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين هذا العام، لوكالة «رويترز» أول من أمس إن موقف الحماية التجارية الذي تتبناه الولاياتالمتحدة قد يجبر المجموعة على إغفال التجارة كلياً من البيان. وفي إشارة إلى شعار «أميركا أولاً» الذي يتبناه ترامب وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين، قال: «هناك خلاف في وجهات النظر حول هذا الموضوع. من الممكن أن نستبعد بوضوح موضوع التجارة في بادن بادن ونقول إن حله غير ممكن إلا في قمة قادة الدول والحكومات».