أظهرت مسودة بيان أن كبار المسؤولين الماليين في العالم المجتمعين في ألمانيا سينبذون التخفيضات التنافسية لقيمة العملة ويحذرون من تقلبات أسعار الصرف لكنهم لم يتوصلوا بعد لموقف مشترك بخصوص التجارة والحماية التجارية. وقد يواجه وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لأكبر 20 اقتصاداً عالمياً صعوبة في تبني موقف موحد بخصوص الحماية التجارية بعد أن بدأت الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب النظر في فرض ضريبة حدودية من شأنها أن ترفع كلفة الواردات. وذكرت مسودة البيان الختامي ل «مجموعة العشرين» أن السياسة النقدية ستواصل دعم النمو واستقرار الأسعار لكنها لا تكفي وحدها لتحقيق نمو اقتصادي متوازن. وتظل المسودة عرضة للتعديل ومن المقرر نشر البيان الختامي غداً (السبت). وقالت مسودة البيان «إننا نؤكد على أن التقلبات المفرطة والتحركات غير المنتظمة في أسعار الصرف قد يكون لها تداعيات سلبية على الاستقرار الاقتصادي والمالي». وقالت: «سنتشاور عن كثب في شأن أسواق الصرف. ونؤكد من جديد على التزاماتنا السابقة المتعلقة بأسعار الصرف بما في ذلك امتناعنا عن التخفيضات التنافسية لقيمة العملة ولن نستهدف أسعاراً للصرف لأغراض تنافسية». وخلت مسودة البيان التي صدرت في وقت سابق من هذه العبارات لكن جرى تضمينها مرة أخرى بعد إلحاح عدد من حكومات ومؤسسات «مجموعة العشرين» تجنباً لإثارة قلق الأسواق من الإعداد لتغيير السياسات. وقالت المسودة مكررة موقف «مجموعة العشرين» في العام الماضي، إن «السياسة النقدية ستستمر في دعم النشاط الاقتصادي وضمان استقرار الأسعار بما يتسق مع سياسية البنوك المركزية، لكن السياسة النقدية وحدها لا يمكن أن تؤدي إلى نمو متوازن». غير أن المسودة تخلو حتى الآن من أي إشارة إلى قضايا التجارة والحماية التجارية مخالفة بذلك أحد التقاليد التي اعتادت عليها البيانات الختامية ل «مجموعة العشرين» خلال عشر سنوات، إذ استخدمت هذه البيانات على مدى أعوام صياغات متنوعة للتأكيد على حرية التجارة ورفض الحماية التجارية. وكان وزير الخزانة الأميركي ستيف مونشين قال أمس في برلين، إنه لا رغبة لدى إدارة ترامب في خوض حروب تجارية لكن يجب إعادة النظر في بعض العلاقات التجارية كي تصبح أكثر إنصافاً للعاملين الأميركيين. وقال وزير المال الألماني فولفغانغ شيوبله، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية ل «مجموعة العشرين» هذا العام، إن موقف الحماية التجارية الذي تتبناه الولاياتالمتحدة قد يجبر المجموعة على إغفال التجارة كلية من البيان. وقال شيوبله في إشارة إلى شعار «أميركا أولاً» الذي يتبناه ترامب وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين، إن «هناك خلافاً في وجهات النظر حول هذا الموضوع». وأضاف «من الممكن أن نستبعد بوضوح موضوع التجارة في بادن بادن ونقول إنه لا يمكن حله إلا في قمة قادة الدول والحكومات».