تجنبت موسكو حتى مساء أمس، التعليق على الغارات الإسرائيلية على مناطق في سورية، لكن وسائل إعلام حكومية روسية ركزت على أن ضربات تل أبيب عرقلت عملية واسعة لتزويد «حزب الله» بأسلحة، فيما اعتبر بعضها أن الحكومة السورية «بعثت رسالة ناعمة» إلى الإسرائيليين عبر إطلاق دفاعات أرضية. ولم يصدر من الخارجية أو وزارة الدفاع الروسية تعليقاً على الضربات الإسرائيلية، ما فسره معلقون بأنه «تريث روسي لمعرفة تفاصيل أوسع عن المواقع المستهدفة»، لكن غالبية وسائل الإعلام الحكومية الروسية، نقلت التفاصيل التي قدمتها تل أبيب وخصوصاً ما يتعلق بهدف «قطع الطريق أمام تزويد حزب الله الشيعي بتقنيات عسكرية»، كما قالت قناة «فيستي» الرسمية، مؤكدةً أن «السوريين فشلوا في إصابة الطائرات الإسرائيلية التي نفذت الغارات». وذهبت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» أبعد من ذلك بالإشارة إلى قدرات الدفاعات الإسرائيلية التي اعترضت صاروخاً سورياً من طراز «أس200» الروسي الصنع. بينما تعجلت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» إعلان إسرائيل «ضحية اعتداءات سورية» ونقلت الخبر مقلوباً، إذ تحدثت عن «تعرض مناطق إسرائيلية إلى هجوم صاروخي من الخارج، ما أسفر عن انطلاق صفارات الإنذار في مناطق إسرائيلية محاذية لحوض نهر الأردن»، مشيرة إلى أنه لم يتم تحديد طبيعة الهجوم بعد. واللافت أن الصحيفة لم تعدل الخبر بعد ورود تفاصيل تشير إلى أن سقوط أجزاء من الصاروخ الذي تم اعتراضه أسفر عن انطلاق أجهزة الإنذار في مناطق قرب الأغوار. ولفتت التغطيات الصحافية الروسية إلى «الضمانات» التي قدمتها روسيا لإسرائيل، منذ بداية التدخل العسكري في سورية أواخر أيلول (سبتمبر) 2015، بينها عدم السماح بتهديد الأمن الإسرائيلي من داخل الأراضي السورية وعدم السماح بوصول أسلحة روسية إلى أيدي عناصر «حزب الله». وأشار بعضها إلى أن هذا الموضوع كان بين النقاط التي ناقشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقائهما الأسبوع الماضي. وتجاهلت تصريحات نسبت إلى الكرملين في حينها، بأن موضوع «شن غارات إسرائيلية على مواقع في سورية لم يكن مطروحاً للبحث». في المقابل، أشارت وكالة «سبوتنيك» في نسختها الروسية إلى أن قيام الدفاعات الجوية السورية بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات حمل «رسالة ناعمة» من جانب الحكومة السورية إلى تل أبيب بضرورة التوقف عن شن غارات ضد مواقع سورية، كما قال للوكالة الخبير نيكولاي سوركوف، لكنها شددت في الوقت ذاته على أنه «في كل المراحل التي رافقت شن الغارات الإسرائيلية وعودة الطائرات إلى قواعدها لم تتعرض لخطر الإصابة ولم يشكل الوضع تهديداً لأمن الإسرائيليين».