شهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الصيني شي جينبينغ في قاعة الشعب الكبرى في بكين أمس، توقيع مذكرات تفاهم وتعاون وبرامج بين البلدين. وقال خادم الحرمين إن العالم يواجه «تحديات تهدد أمنه واستقراره، لافتاً إلى أن في مقدم هذه التحديات «الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسباق التسلح، وصدام الثقافات». وجرى توقيع مذكرة تفاهم سعودية صينية للإطار العام لفرص الاستثمار الصناعي والبنى التحتية، وقعها عن المملكة رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة سابك الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، ومن الجانب الصيني رئيس شركة شمال الصين الصناعية زهي يولين، ومذكرة تفاهم في شأن تمويل وإنشاء محطات الحاويات والبنى التحتية لمركز الخدمات اللوجستية المتعددة بمدينة ينبع الصناعية، وقعها من المملكة رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة سابك الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، ومن الجانب الصيني رئيس الشركة الصينية للبناء والمواصلات لياو تشي تاو، واتفاق تعاون استراتيجي للاستثمار في مشاريع عدة، وقعها من الجانب السعودي بن ثنيان، ومن الجانب الصيني رئيس مجلس إدارة شركة ساينويك وانج يوبو. وتم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في شأن مشاركة المملكة في رحلة الصين لاستكشاف القمر (تشانغ إي - 4)، وقعها من المملكة رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود بن محمد، ومن الجانب الصيني نائب رئيس الهيئة الوطنية للفضاء ووي انهوا، واتفاق شراكة لتصنيع الطائرات من دون طيار، وقعها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود بن محمد، ومن الجانب الصيني رئيس مجلس إدارة شركة CASA لي فانبي، ومذكرة تفاهم في شأن قائمة مشاريع التعاون في الطاقة الإنتاجية، وقعها من المملكة عضو مجلس الوزراء وزير الدولة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، وعن الجانب الصيني رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح خه ليفنغ. كما تم توقيع برنامج تعاون تنفيذي بين هيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة، والهيئة الوطنية للإذاعة والتلفزيون والإعلام والنشر في الصين، وقعه من المملكة عضو مجلس الوزراء وزير الدولة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومن الجانب الصيني رئيس الهيئة الوطنية العامة للإذاعة والتلفزيون والإعلام والنشر نيه تشنشي، وبرنامج تعاون في المجال التجاري والاستثماري، وقعه من المملكة وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور عادل بن محمد فقيه، ومن الصين وزير التجارة تشونغ شان، ومذكرة تعاون في المجال التعليمي وقعها من المملكة وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، ومن الصين وزير التربية والتعليم تشن باوشنغ. ووقع الجانبان مذكرة تفاهم للتعاون في مجال العمل، وقعها من المملكة وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص، ومن الصين وزير الموارد البشرية والضمان الاجتماعي ين ويمين، تتعلق برفع مهارات وقدرات العاملين من الشباب الداخلين إلى سوق العمل، ومذكرة تفاهم في شأن التعاون في الشؤون التنظيمية للأمان النووي للاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية، وقعها من المملكة رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني، ومن الصين وزير حماية البيئة تشن جينينغ، إضافة إلى اتفاق عمل دراسة جدوى لمشاريع المفاعل النووي عالي الحرارة المبرد بالغاز بالمملكة العربية السعودية، وقعها من المملكة رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني مع المدير العام لشركة CNEC قو جين، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال رواسب «اليورانيوم» و «الثوريوم»، وقعها من المملكة رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب، ومن الجانب الصيني رئيس مجلس إدارة شركة CNEC وانغ شو. وقال الملك سلمان خلال لقائه الرئيس شي: «على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد والعمل المشترك لمواجهة التحديات، بما يعزز الأمن والسلم الدوليين»، معبراً عن سعادته بما وصلت إليه العلاقات السعودية - الصينية، مستذكراً زيارة شي المملكة في كانون الثاني (يناير) 2016، ومشدداً على أن «الزيارة انعكست إيجاباً على التعاون في كل المجالات». وتطرق الرئيس الصيني إلى زيارته السابقة للمملكة، وما تم خلالها من توافق وشراكة بين البلدين، معرباً عن شكره على ما وجده من حسن استقبال وكرم ضيافة، وأكد حرص بلاده على تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى أن بكين تعتبر زيارة خادم الحرمين الشريفين «فرصة مهمة للدفع بالعلاقات الاستراتيجية الشاملة» بينهما. إلى ذلك، شدد خادم الحرمين الشريفين على أن «المملكة كانت وما زالت معبر طرق بين الشرق والغرب، وملتقى حضارات»، موضحاً في كلمة خلال حضوره والرئيس الصيني اختتام معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية أن «جهود الصين ومشاركة المملكة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري، تعزز العلاقات التجارية بين الشرق والغرب وتزيد من التفاعل بين الحضارات، المعرض الذي يروي التاريخ العريق للجزيرة العربية وما يمثله من تبادل في مجال المعرفة والتراث التاريخي». وتجوّل خادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني في أرجاء المعرض، الذي يضم قطعاً أثرية قديمة ونادرة، تمثل تاريخاً عريقاً لشبه الجزيرة العربية، تعرّف بالبعد الحضاري للجزيرة العربية والإرث الثقافي للمملكة. بعد ذلك، جرى استعراض علاقات الصداقة بين البلدين، وآفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع على الساحة الدولية. وحضر خادم الحرمين الشريفين المنتدى الاستثماري السعودي - الصيني. واطلع على مجسم لمصفاة شركة «فوجيان» للتكرير والبتروكيماويات المحدودة (فريب) التي تعد مشروعاً مشتركاً بين أرامكو السعودية وشركة فوجيان، وشركة إكسون موبيل. كما اطلع على نماذج لمشاريع سابك في المملكة والصين، ومنتجاتها التي تدخل في صناعة الكيماويات والسيارات.