رفض رئيس لجنة الحكام الرئيسة في اتحاد كرة القدم عمر المهنا الإفصاح عما ستتخذه اللجنة تجاه ما أدلى به حكم الساحة سامي النمري، الذي أكد بأن رئيس وسكرتير اللجنة تلقوا «هدايا» من شخصيات رياضية، وذلك في مقابلة صحافية أجريت مع الحكم أخيراً. وكشف المهنا أن هناك تصريحات من بعض مسؤولي الأندية غير مقبولة، غير أنه نفى في السياق ذاته أن تكون لجنة الحكام تلقت تهديدات، وشدد على أهمية معاقبة المسيئين من لجنة الانضباط، مبيناً أن القرارات الأخيرة أسهمت في وقف الكثير من التجاوزات تجاه الحكام، كما كشف بأنه لا يشاهد المباريات المحلية التي يديرها حكام أجانب. رئيس لجنة الحكام الرئيسة تطرق لأمور عدة تتعلق بالحكام السعوديين، وذلك في حواره الآتي ل«الحياة»، فإلى نصه: ما تعليقك على ما تضمنته المقابلة الصحافية الأخيرة للحكم سامي النمري من اتهامات لكم وانتقادات لاذعة تجاه التحكيم السعودي، وهل سيتم فتح تحقيق عاجل معه؟ - حالياً، ليس لدي تعليق بهذا الشأن. ما صحة التهديدات التي تتلقونها في اللجنة؟ - لا توجد تهديدات، لكن هناك تصريحات وتصرفات من بعض مسؤولي الأندية غير مقبولة نهائياً. منهم بالضبط؟ - يعرفون أنفسهم. وماذا عن التشكيك في ذمم بعض الحكام؟ - أقول لأي شخص شكك في ذمم الحكم السعودي: خاف الله. ألا ترى بأن الاجتماع الشهري للحكام أسهم في احتقان الأندية ضد التحكيم؟ - عندما تقول الأندية ذلك فهذا أمر يخصها، فنحن نقوم بعقد اجتماع كل شهر لنناقش بعض الحالات التحكيمية، ونعترف بها لأجل إفادة الحكم وتعريفه بالخطأ الذي وقع فيه لكي لا يقع فيه مرة أخرى، وكذلك ليقوم زملاؤه الحكام بالاستفادة من ذلك، والاجتماع الشهري أمر إيجابي. لماذا لا يتم إعلان هوية الحكم الذي يتم إيقافه من اللجنة؟ - أنا ضد إعلان العقوبة لكنني مع الإيقاف، فلا توجد أية دولة في العالم تعلن عقوبة الحكام إلا إذا ارتكب أمراً مشيناً، والدليل أنه في مباريات نهائيات كأس العالم عندما يرتكب الحكم خطأ يكتفي الاتحاد الدولي بإعادة الحكم إلى بلاده من دون إعلان عقوبته. لماذا لا تتم حماية الحكام خصوصاً حكام الفئات السنية الذين يتعرضون لمشكلات واشتباكات عدة في مباريات المناطق؟ - يجب ألا نعمم هذا الأمر، وربما يحدث هذا في مباريات عدة في بعض المناطق، لكن بصراحة قرارات لجنة الانضباط ردعت كل من يريد أن يعمل ذلك، وأتمنى أن يكون في بعض المباريات حضور لعدد كافٍ من رجال الأمن لحماية الحكام وغيرهم، كما أتمنى عدم الاعتداء على الحكام. هناك استياء من بعض الحكام على آلية اختيارهم لإدارة المباريات، كيف تحددون الأسماء؟ - بناء على نظرة وتقويم فني، إضافة إلى مباريات الحكم السابقة وأدائه فيها يتم تكليفه لأية مباراة، ولكن هناك بعض الظروف لا تسمح ولا تساعدنا في أن نضع حكماً معيناً في بعض المباريات، وإن شاء الله في المواسم المقبلة سيحل هذا الأمر. بعض الحكام في الاجتماع الشهري طالب بحمايته من الانتقادات الإعلامية، لكن اللجنة لم تتحرك بشكل ملموس؟ - الانتقاد بالتشكيك والتجريح أمر مرفوض ولا نقبله، بل ونعارضه ونرد عليه، وقرارات لجنة الانضباط حدت منها بشكل كبير وأتمنى أن تكون هناك مزيد من القرارات الصارمة خصوصاً في حق المسيئين، والانتقاد الهادف والبناء أمر مرحب به ومفيد عكس المسيء. أمام ذلك وأيضاً لأسباب مالية، بدأ بعض الحكام في اعتزال التحكيم، كيف تصف ذلك؟ - الحكم ليس هدفه المادة، فالتحكيم مهنة وهواية وحب، وإذا اجتمعت هذه العوامل سيستمر الحكم في الملاعب. وماذا عن اعتزال دولي وخبير كخليل جلال؟ - اعتزال الحكم الدولي خليل جلال خسارة للتحكيم الآسيوي وليس السعودي فحسب، وكانت لدى خليل جلال وجهة نظر بأنه بعد ظهور قائمة أسماء الحكام المرشحين لقيادة نهائيات كأس العالم المقبلة وخلو القائمة من اسمه سيقرر الاعتزال، وهذا الأمر هو من قرره، وخليل جلال سيقدم الفائدة للتحكيم السعودي مستقبلاً. يقال إنك تنحاز وتميل لحكام المنطقة الشرقية كثيراً، ما صحة هذا الأمر؟ - هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، فنحن في وطن واحد ولا يوجد فرق بين المناطق أو تمييز حكام منطقة معينة عن أخرى، بل ولا توجد مجاملات في الاختيار، من يبرز سينال حقه سواء حكام ساحة أم مساعدين. هل تؤيد استعانة الأندية بمستشار تحكيمي لها؟ - هذا أمر يخص الأندية ولها الحرية في ذلك، وإذا قام كل نادٍ بوضع مستشار تحكيمي سنضطر لإبعاد المقيمين للحكام، لأنه لا يمكن أن يكون المقيّم للحكام يعمل مستشاراً تحكيمياً للنادي، فهذا أمر مخالف. لماذا الإقبال ضعيف على دورات الحكام المستجدين؟ - غير صحيح، فهناك إقبال كبير من محبي وهواة التحكيم للالتحاق بالدورات التي تقيمها اللجنة في أية منطقه، ففي بعض الدورات يتقدمها لها 30 حكماً، ثم تتم الاستفادة من أفضل 12 حكماً، وهذا أمر إيجابي ومكسب للتحكيم، أما مسألة الاستمرارية فربما تأتي بسبب ظروفهم الشخصية والعملية. نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين على الأبواب، والحكام السعوديون أصبحوا مغيبين عن النهائيات، إلى متى؟ - هذا الأمر ليس وليد هذا الموسم أو الموسم الماضي، إنما منذ أكثر من 12 عاماً، والحكم السعودي للأسف لم يقد أي نهائي في السعودية باستثناء نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الماضي، الذي قاده طاقم تحكيم سعودي بقيادة مرعي العواجي، وسجل نجاحاً بشهادة الجميع، وكان الاتحاد السعودي لكره القدم يعمل على أن يقود المباريات النهائية والحساسة حكام أجانب، لكن خلال الموسمين الماضيين تمكنا من تقليل عدد الحكام الأجانب، إضافة إلى وضع آلية معينة لجلبهم، وإن شاء الله في الفترة المقبلة يعود الحكم السعودي لقيادة المباريات النهائية. هل صحيح بأنك لا تشاهد المباريات المحلية التي يحكمها أجانب؟ - صحيح ذلك، وبحسب ما أسمع من بعض الزملاء أن هناك حكاماً أداؤهم جيد والبعض غير جيد، ولكن أستغرب من المتابعين الرياضيين عندما يقود الحكم الأجنبي لقاء ما وتصدر منه أخطاء لا تكون هناك ردود فعل مثلما تكون على الحكم المحلي. ما تقويمك لأداء الحكام السعوديين هذا الموسم؟ - شهادتي في الحكام السعوديين مجروحة، وبكل أمانة وصدق في بعض المباريات لم يكن التحكيم بالشكل المطلوب وهذا الأمر حدث بنسبة قليلة، ولكن في المباريات الأخرى كان أداء التحكيم مميزاً، وما زلت أطمح بأن يكون الأداء في المواسم المقبلة أفضل، لهذا سنتيح الفرصة للحكام الشباب للتحكيم وسندعمهم كثيراً. كيف ترى الفائدة من رعاية «البريد الممتاز» للحكام؟ - رعاية البريد الممتاز للحكام أمر إيجابي ومفيد، وأتمنى في المواسم المقبلة أن تتم زيادة مبالغ عقود رعاية الحكام. استعنتم أخيراً بالحكم الدولي السويسري بوساكا لتطوير الحكام السعوديين، ألا ترى بأن القضايا الكثيرة التي مر بها سواء تهم الرشوة أم التصرفات المعيبة مؤثرة في عملية التطوير؟ - الحكم بوساكا دولي معروف، ونفى هذا الأمر بنفسه، وتم استدعاؤه لأنه مدير دائرة التحكيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، واستفاد الجميع من خبراته.