نيودلهي – أ ب، أ ف ب - اعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما خلال زيارته الهند، والتي تستمر ثلاثة ايام وتشكل المحطة الأولى ضمن جولة آسيوية تشمل ايضاً أندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية، ابرام عقود قيمتها 10 بلايين دولار مع الدولة صاحبة ثالث اكبر اقتصاد في القارة الصفراء. ويفترض ان تستحدث العقود نحو 50 الف فرصة عمل للأميركيين، فيما أثار اوباما جدلاً بسبب احجامه عن ذكر باكستان في كلمة ألقاها خلال لقائه أسر ضحايا هجمات بومباي العام 2008 والتي تتهم نيودلهي متشددين جاؤوا من باكستان بتنفيذها. واعتبرت باكستان ان استهلال أوباما زيارته الهند من مومباي بدلاً من العاصمة نيودلهي ذو دلالات، زادها اقامته مع زوجته ميشيل في فندق تاج محل الذي استهدفته الاعتداءات بين 26 و29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 حين قتل 166 شخصاً. وشدد اوباما على ان وجوده في هذا الموقع يؤكد تصميم الولاياتالمتحدة والهند على ضمان «مستقبل آمن ومزدهر» لشعبيهما، و»انهما موحدان ضد الارهاب». واضاف بعدما وقّع سجل التعازي بضحايا الفندق: «لن ننسى الصور الرهيبة التي شاهدناها في 26 تشرين الثاني 2008، والنار التي الهبت السماء خلال الليل. ولن ننسى كيف بكى العالم والشعب الأميركي مع الهند». وزاد ان صمود الشعب الهندي «ناقض وحشية الارهابيين الذين استهدفوا ابرياء، ولم يتسببوا الا في الموت والخراب». ودعا اوباما الهند الى تخفيف قيود تضعها في مجال التجارة والاستثمار، من اجل تنشيط العلاقات الاقتصادية بين اكبر ديموقراطيتين في العالم. وبتجنبه ذكر باكستان، عكس اوباما رغبته في تحقيق توازن بين ارضاء الهند ودعم حليفه الاقليمي باكستان، المهم لسياسة بلاده في افغانستان، علماً ان العقود الأميركية – الهندية الجديدة لم تتضمن صفقة قيمتها 4.5 بليون دولار لبيع نيودلهي طائرات عسكرية من طراز «بوينغ سي -17»، لا تزال قيد البحث. وفي حديث الى «الحياة»، رأى المدير السابق للاستخبارات الباكستانية الجنرال حميد غل ان هدف زيارة اوباما لمومباي هو تذكير العالم بالاعتداءات التي استهدفت المدينة قبل سنتين، معتبراً ان الرئيس الأميركي «اتخذ موقفاً معادياً لباكستان حتى قبل انتخابه، اذ طالب قواتها بغزو مناطق القبائل لوقف الدعم الذي يقدمه المتمردون الى حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في أفغانستان. كما طالب باكستان بالاستجابة لمطالب الهند حول هجمات بومباي، محذراً من أن عدم تعاونها سيعرضها لعقوبات، ويشكك في صدقية تحالفها مع واشنطن في الحرب على الإرهاب». ويخشى المسؤولون الباكستانيون إمكان تفعيل اوباما الاتفاق النووي السلمي بين بلاده والهند، والذي تعتبره باكستان أمراً يجب عدم السكوت عليه، طالما لم تحظَ بصفقة مماثلة مع واشنطن تسمح لها بإنهاء أزمتها الخاصة بالطاقة، والاعتراف بها كقوة نووية. وكان مسؤول بارز في الخارجية الباكستانية طلب عدم ذكر اسمه اتهم في حديثين الى صحيفتي «واشنطن بوست» الأميركية و»نيشن» الباكستانية، واشنطن ب «اعتماد سياستها التقليدية المعادية لباكستان في قضايا مثل النزاع في كشمير والحرب على الإرهاب والطاقة النووية السلمية والعلاقة مع الهند، وموقف باكستان من الوضع في أفغانستان». وحذر من ان عدم مراجعة واشنطن سياستها حول هذه القضايا سيبدد املها بكسب تأييد الباكستانيين. وبعدما انجز اوباما خلال زيارته الهند عقود صفقات قيمتها 10 بلايين دولار، وتشمل شركات اميركية عملاقة مثل «بوينغ» و»جنرال الكتريك»، يبدي الباكستانيون استياءً من وضع شروط قاسية على المساعدات الأميركية لبلادهم، ورفض واشنطن أي شراكة اقتصادية أو تسهيلات لوصول البضائع الباكستانية إلى السوق الأميركية، إضافة إلى تأخرها مع قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في دفع رسوم الترانزيت على الإمدادات التي تمر عبر باكستان، والتي تجاوزت بليونين ونصف بليون دولار.