رفضت منظمة التحرير الفلسطينية مبررات بريطانيا لعدم توقعيها على البيان الختامي لمؤتمر باريس بشأن السلام في الشرق الأوسط الذي أكد حل الدولتين، فيما أكدت واشنطن حرصها على ضمان أن يكون البيان «منصفاً لإسرائيل». وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، إن «التحفظات البريطانية غير منطقية، وجميع دول العالم باتت متيقنة من رفض إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال الدعوات الدولية واللقاءات الرسمية لإحياء عملية السلام». وأضاف أن إسرائيل استغلت «العملية التفاوضية للاستفراد بالشعب الفلسطيني وسرقة المزيد من الأرض والموارد ومواصلة استيطانها غير الشرعي وخروقاتها الممنهجة للقانون الدولي». وكانت بريطانيا أعربت الأحد عن «تحفظاتها» بشأن مؤتمر باريس ورفضت التوقيع على البيان الختامي الذي دعا إلى حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإلى رفض الخطوات الأحادية الجانب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن بريطانيا كان لها «تحفظات معينة» حول عقد المؤتمر في غياب ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين «قبل أيام من تنصيب رئيس أميركي جديد» وبالتالي فإن بريطانيا شاركت في المؤتمر بصفة مراقب فقط، وحذرت من أن النتائج قد تؤدي إلى «تشديد المواقف». وقال عريقات في بيانه إن «الأخطار الحقيقية على حل الدولتين تكمن في هذه المواقف التي تشجع إسرائيل وتمنحها الحصانة لمواصلة احتلالها وتكريس سياستها الاستعمارية على الأرض». وأضاف: «كنا نتطلع أن تقوم بريطانيا تحديداً بلعب دور متوازن وعادل وأن تكون جزءاً رئيسياً وفاعلاً من المنظومة الدولية الرافضة للاحتلال والاستيطان، وأن تصوب مواقفها نحو رفع الحصانة عن إسرائيل ومحاسبتها، ودعم المبادرات الفلسطينية والدولية، سيما وأن شعبنا الذي تعرض لظلم تاريخي مجحف يقف اليوم على أبواب إحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم». ودعا عريقات بريطانيا «إلى تصحيح هذا الخطأ والاعتراف بدولة فلسطين باعتباره أحد شروط حماية حل الدولتين الذي تنادي بتحقيقه». واعتبر امتناع بريطانيا عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى باريس، مؤشراً إلى تصميم لندن على البقاء على مسافة قريبة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. ففي حين أرسل معظم دول الاتحاد الأوروبي الكبرى وزراء خارجيتها إلى المؤتمر، لم يشارك فيه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون. وقال المتحدث باسم الخارجية إن بريطانيا «تتطلع إلى العمل مع الأطراف ومع الإدارة الأميركية الجديدة والدول الأخرى التي شاركت في المؤتمر لتحقيق تقدم خلال العام 2017 وبعده». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري رحب الأحد بالبيان الختامي لمؤتمر باريس، الذي أيد حل الدولتين، وأوضح أن الولاياتالمتحدة سعت للحيلولة دون معاملة إسرائيل بشكل غير منصف. وكشف عن أنه لم يتم التوصل إلى هذه النتيجة الإيجابية إلا بعد إصرار ديبلوماسيين أميركيين على تضمين البيان لغة قوية تدين التحريض وهجمات الفلسطينيين على الإسرائيليين. وأضاف: «لقد أتينا إلى هنا وقاومنا من أجل تعديل ما اعتقدنا أنه غير متوازن أو أنه لا يعبر عن نوع من الاتحاد الذي تحدثت عنه». وتابع: «لم نخفف منه (البيان). فعلنا ما هو ضروري لكي يكون متوازناً. وإذا نظرت إليه فإنه يتحدث إلى الجانبين بطرق إيجابية وليست سلبية». وكان كيري تحدث الأحد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اجتماع باريس لطمأنته. وأشار إلى أن عدداً من الدول العربية الكبرى كانت متواجدة في المحادثات وأنها وافقت على اللغة التي تدين التحريض ووافقت على الخطة الأميركية لحل الدولتين. وكان مؤتمر باريس الذي شاركت فيه نحو 70 دولة الأحد، أصدر بياناً دعا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تجنب اتخاذ «خطوات أحادية» مؤكداً أن المفاوضات يجب أن تستند إلى حدود 1967 قبل احتلال إسرائيل الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وأنه لا يمكن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا من خلال حل يقوم على أساس وجود دولتين. وحذر من أن هذه الدول لن تعترف بأي خطوات منفردة من أي الجانبين يمكن أن تصدر حكماً مسبقاً على المفاوضات. وشاركت دول، بينها أوروبية وعربية رئيسية، إلى جانب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، في اجتماع باريس الذي رفضته إسرائيل، معتبرة «هذا المؤتمر الدولي وقرارات الأممالمتحدة تبعد فرص السلام، لأنها تشجع الفلسطينيين على رفض المحادثات المباشرة مع إسرائيل». ولم يشارك الإسرائيليون أو الفلسطينيون في الاجتماع. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن «بيان مؤتمر باريس أكد وثبت جميع المرجعيات الدولية، بما فيها مبادئ وركائز القانون الدولي، ورفضه جميع الإملاءات والاستيطان وفرض الوقائع على الأرض وبما فيها في القدس».