أعادت الهجمات المتزامنة التي شنها مسلحون على ثلاثة مكامن للشرطة المصرية في العريش أمس، العنف في شمال سيناء إلى الواجهة، بعدما كانت الأوضاع الأمنية تحسنت نسبياً وبدأ نازحون بالعودة إلى منازلهم. وشن مسلحون هجومين متزامنين على مكمني المطافئ والمساعيد جنوب غربي مدينة العريش، وقُتل في الهجوم على المكمن الأول 7 رجال شرطة ومدنيان وفي الهجوم الثاني شرطي واحد. وبعد ساعات هاجم مسلحون مكمناً في منطقة جسر الوادي في وسط العريش، بعدما فجروا عبوة ناسفة كبيرة قربه، لكن قوات الشرطة صدت الهجوم من دون خسائر. وشهدت العريش مواجهات بين قوات الشرطة والمسلحين الذين يتبعون على الأرجح جماعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش». وأعلنت وزارة الداخلية قتل خمسة منهم. وقاد مسلح شاحنة حكومية لجمع القمامة سُرقت قبل أيام وتم تفخيخها بكمية ضخمة من المتفجرات لاستخدامها في تفجير مكمن المطافئ الذي يضم عشرات الجنود. وأمطرت قوات الأمن الشاحنة بالرصاص لدى اقترابها من المكمن، ما تسبب في إعطابها، وترجل منها سائقها، فقتلته قوات الأمن على بعد أمتار منها. وساد هدوء نسبي مدن شمال سيناء أخيراً، إذ توارت هجمات المسلحين التابعين لتنظيم «داعش» إلى حد كبير بعد طردهم من غالبية معاقلهم. وانتقلت الهجمات إلى وسط سيناء الأقل كثافة. لكن الهجمات أمس كسرت هذا الهدوء، وإن تمكنت قوات الشرطة من الحد من خسائرها إلى درجة كبيرة. وبدا أن هجمات العريش أتت تنفيذاً لتوجيهات أطلقها الزعيم الجديد لفرع «داعش» المصري «أبو هاجر الهاشمي» في مقابلة نشرها أحد إصدارات التنظيم الأم. وطلب «الهاشمي» من مسلحي التنظيم شن هجمات بسيارات مُفخخة على المكامن المنتشرة في شمال سيناء والاستمرار في زرع العبوات الناسفة في محيطها. وأحبط الجيش قبل أيام هجوماً مماثلاً على مكامن له في وسط سيناء، وقتل عدداً من المسلحين الذين شنوا الهجوم المتزامن. ونفذت قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملات دهم واسعة في العريش التي شهدت تخومها الجبلية أمس مطاردة مسلحين، ووقعت في عمقها مواجهات بين الأمن ومسلحين.