أعلن الجيش المصري مقتل 86 «تكفيرياً» وتوقيف مئات المطلوبين والمشتبه بهم في مدن شمال سيناء خلال ثلاثة أيام، في «أكبر عملية عسكرية» ينفذها منذ بدء المواجهات مع الجماعات المسلحة قبل أكثر من عامين. وأطلق الجيش الإثنين الماضي العملية العسكرية «حق الشهيد»، وسط هدوء ميداني شهدته سيناء في الأسابيع الأخيرة. وقال إن العملية هي «الأكبر من نوعها من حيث التجهيز والإعداد والتخطيط والتكتيكات القتالية الحديثة». ونفذت الجماعات المسلحة هجمات دامية في سيناء استهدفت مكامن عدة ووحدات عسكرية سقط فيها عشرات القتلى من الضباط والجنود. وتصدر الفرع المصري لتنظيم «داعش» مشهد العنف في سيناء، بعدما بايعت جماعة «أنصار بيت المقدس» التنظيم وأطلقت على نفسها اسم «ولاية سيناء». وشن التنظيم أعنف هجماته في مطلع تموز (يوليو) الماضي، بهجمات متزامنة على مكامن عسكرية عدة بهدف السيطرة على الأرض، لكن الجيش أحبط الهجوم الذي أدى إلى مقتل 17 عسكرياً، وأعلن قتل مئات من مسلحي التنظيم. وزارت قيادات عسكرية بينها وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي سيناء في الأسابيع الماضية. وظهر أن الجيش عدّل استراتيجيته العسكرية في سيناء مع تكرار الهجمات المسلحة على مكامنه الثابتة. وقال بيان القوات المسلحة إن «عملية حق الشهيد اعتمدت في شكل أساسي على مبدأ الضربات الاستباقية والتحرك للعناصر الإرهابية وضرب مواقعها بدل الارتكاز في المكامن ونقاط المراجعة الأمنية». واستهدف المسلحون مراراً المكامن الثابتة للجيش، وكانوا قتلوا عشرات الجنود في مكمن كرم القواديس بين الشيخ زويد ورفح في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وعادة ما يباغت انتحاري يقود سيارة مُفخخة قوة المكمن، قبل أن يهاجم عشرات المسلحين القوات، ما يُسقط أعداداً كبيرة من القتلى في صفوف الجنود. وقال الجيش في بيانه أمس إن العملية تهدف إلى «القضاء على البؤر الإرهابية» في العريش والشيخ زويد ورفح، وتنفذها مجموعات قتالية من الجيش الثاني الميداني وعناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع بمعاونة وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة، تحت غطاء جوي من مروحيات مسلحة. وأكدت أنها ستستمر «حتى يتم إنهاء وجود الإرهاب في سيناء في شكل كامل خلال الفترة المقبلة». وأوضح أن «العملية تم التجهيز والإعداد لها خلال الأسبوعين الماضيين عقب زيارة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي لقوات التدخل السريع، إضافة إلى زيارته سيناء بصحبة وزير الداخلية مجدي عبدالغفار وكبار قادة القوات المسلحة، وزيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمود حجازي قوات التدخل السريع ومراجعة خطط مكافحة الإرهاب في سيناء، وتطوير الهجوم على معاقل التنظيمات الإرهابية فى مدنها، وفق أحدث الإستراتيجيات الأمنية الحديثة التي تعتمد على القوة النيرانية المؤثرة للأسلحة والمعدات التي تستخدمها القوات خلال حربها على الإرهاب». وكرّر البيان تعهد «مواصلة العمليات الميدانية على الأرض حتى إنهاء وجود الإرهاب في سيناء في شكل نهائي». وأكد أن «الجيش قادر على دحر الإرهاب وتصفية وجوده فى سيناء، تمهيداً لإحداث نقلة تنموية ومشروعات استثمارية ضخمة تخدم أهالي سيناء، وتصب في جهود التنمية التي تقودها الدولة المصرية خلال الوقت الراهن». وأشار الجيش إلى أن العملية أسفرت في ثلاثة أيام عن قتل 86 «عنصراً تكفيرياً مسلحاً»، وتوقيف 195 شخصاً وتدمير 13 سيارة و67 دراجة نارية «تستخدمها العناصر التكفيرية»، وثلاثة مخازن كبيرة تحتوي على مواد متفجرة، واكتشاف وتدمير خمس فتحات أنفاق على الشريط الحدودي، إضافة إلى حرق «عدد كبير من العشش والأوكار» وإبطال مفعول 24 عبوة ناسفة. وأثنى البيان على «التعاون الشديد من مواطني وأهالي سيناء الشرفاء الذين عبروا عن سعادتهم بهذه العملية التي تشكل انطلاقة حقيقية لاستعادة الأمن والاستقرار والتنمية في سيناء». ونشر الجيش صوراً لنساء من بدو سيناء يلوحن بأعلام مصر أمام مدرعات الجيش ووسط الجنود. إلى ذلك، قتل مسلحون مجهولون يستقلون حافلة صغيرة ودراجة نارية موظفاً مدنياً في مديرية أمن شمال سيناء أمام منزله في ضاحية المساعيد غرب العريش، بعدما أطلقوا عليه الرصاص وفروا هاربين. من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية في بيان إنها قتلت رجلاً في محافظة بني سويف (جنوبالقاهرة) وصفته بأنه «مسؤول لجان العمليات النوعية في قطاع جنوب بني سويف التنظيمي» في جماعة «الإخوان»، واتهمته بأنه «مسؤول عن قتل عدد من ضباط الشرطة في المحافظة». وأوضحت أن «قوة أمنية دهمت منزل المتهم، فأطلق النار صوب القوات التي ردت بالمثل فقتلته، وضبطت في حوزته سلاحاً آلياً وذخيرة». وأشارت الوزارة إلى أنها أوقفت 13 «من القيادات الوسطى لتنظيم الإخوان والموالين لهم المتهمين في قضايا التعدي على المنشآت العامة والخاصة والمشاركين في الأعمال العدائية والتحريض عليها في محافظات عدة، فضلاً عن توقيف خمسة من أعضاء لجان العمليات النوعية في تنظيم الإخوان التي تستهدف قوات الجيش والشرطة والمنشآت المهمة والحيوية».