دخل جنود متمرّدون في ساحل العاج مقر الجيش والمجمّع الذي يضم وزارة الدفاع في أبيدجان أمس، وباشروا إطلاق النار في الهواء. وتزامن هذا التحرّك مع وصول وزير دفاع آلان ريشار دونواهي إلى بواكي، ثاني أكبر مدن البلاد، لمقابلة الجنود الساخطين الذين قاموا بانتفاضة بسبب الرواتب والمكافآت انتشرت في أنحاء البلاد. وأكّد: «أتيت كما وعدت للقاء إخوتنا. أنا هناك لأطمئنهم كما طلب مني الرئيس. سنستمع وسنتوصل إلى حل». وكان دونواهي دعا في بيان ليل الجمعة إلى ضبط النفس، وقال إن الحكومة مستعدة للاستماع إلى مطالب الجنود بعد تمدد الانتفاضة إلى مدن أخرى من بينها دالوا وداوكرو وأوديان. وزاد: إن سبب الانتفاضة «مفهوم لكنها تشوّه صورة البلاد». وأفاد سكان وأحد الجنود إن إطلاق نار كثيف تردد ليل الجمعة - السبت وفي وقت مبكر أمس قرب معسكرات للجيش في بواكي ثاني أكبر مدن البلاد التي يقطنها حوالى نصف مليون نسمة، وكورهوجو (شمال). كما تمدد التمرّد إلى العاصمة التجارية أبيدجان، وسمع إطلاق نار في القاعدة المعروفة باسم «أكويدو القديمة» الواقعة في منطقة سكنية يقطنها حوالى 5 ملايين نسمة. وفي مان (غرب) أفاد سكان أن المدينة شهدت تبادلاً لإطلاق النار. وسيطر جنود مارقون على بواكي أول من أمس بعد أن اتخذوا مواقع عند نقاط الدخول الرئيسة، وبدأوا مواجهات مع تعزيزات القوات التي أُرسلت إلى هناك. يذكر أن ساحل العاج أكبر اقتصاد في غرب أفريقيا، تحولّت بعد أزمة سياسية امتدت من عام 2002 إلى عام 2011، إلى أحد الاقتصادات الواعدة في القارة السمراء. لكن أعوام النزاع والفشل في إصلاح الجيش الذي يضم مزيجاً من مقاتلين متمرّدين سابقين وجنود حكوميين خلفّت قوة يصعب السيطرة عليها تمزّقها شقاقات داخلية.