اعرب رئيس ساحل العاج لوران غباغبو في خطاب عبر الاذاعة والتلفزيون الى الامة عن استعداده للتفاوض مع المتمردين الذين يسيطرون على شمال ساحل العاج شرط ان يلقوا اسلحتهم. وقال الدخول في مفاوضات مع المتمردين لالقاء اسلحتهم هو اعتراف بهم واضفاء الشرعية عليهم وايضا اضفاء الشرعية على احتلال المدن في ساحل العاج. واوضح اذا القى المتمردون السلاح فكل شيء يكون ممكنا . واضاف متوجها الى المتمردين اقسم لكم بذلك باسم ساحل العاج، القوا السلاح وعندها سترون انه ليس هناك اي شيء ممنوع. طالما يوجد السلاح بايديكم وتزحفون ضدنا فانكم ترغموننا على الدفاع عن انفسنا . ولم يشر غباغبو في خطابه الى استعادة القوات الحكومية مدينة بواكيه (وسط). وتتحدث وسائل الاعلام منذ مساء الاثنين الماضي عن ان الجيش الموالي للرئيس غباغبو قد حرر ثاني كبرى مدن ساحل العاج التي كان وسطها لا يزال تحت سيطرة المتمردين مساء الثلاثاء. واعلن رئيس ساحل العاج في خطابه ايضا وقف عمليات تدمير احياء الصفيح في ابيدجان ولكنه امر بفرض طوق امني حول المعسكرات وكشف عن تخصيص ميزانية لاستيعاب الذين هجروا من منازلهم. ودعا مواطنيه الى عدم مهاجمة الفرنسيين والمهاجرين من غرب افريقيا الذين يعيشون في البلاد. وقال امل ان لا يخطىء المواطنون المعركة لا تهاجموا الاجانب، لا تتفرقوا . واضاف بين المتمردين هناك اشخاص من ساحل العاج ويجب ان نتساءل لماذا . وبعد صد هجمات كبيرة لمدة يومين قام المتمردون بدعم مواقعهم في مدينة بواكيه اكبر المدن بعد مدينة ابيدجان. وقالت مصادر عسكرية ان القوات الحكومية التي دخلت وسط المدينة بالمركبات المصفحة يوم الاثنين الماضي قبل الانسحاب منها متوقع ان تشن هجوما وشيكا على بواكيه. واسفر التمرد عن مقتل 300 اضافة الى تعميق التوتر العرقي في بلد مستقطب تعداد سكانه 16 مليون نسمة حيث كانت تعد ساحل العاج في وقت مضى واحة استقرار تتمتع بالرخاء في منطقة تعمها الاضطرابات. ويسيطر الجيش على الجنوب المسيحي حيث يعارض بشدة المنحدرون من قبيلة (بيت) التي ينتمي لها جباجبو وغيرها من القبائل اي اتفاق لوقف اطلاق النار مع المتمردين الذين يسيطرون على الشمال المسلم الذي انحدر منه كثيرون منهم. ودفعت المخاوف من انتشار الفوضى في اكبر بلد منتج للكاكاو في العالم اضافة الى وصول المتمردين الى اطراف مزارع الكاكاو التي تستخدم في صناعة الشيكولاتة اسعار حبوبه الى اعلى مستوياتها منذ 16 عاما. وقالت ساحل العاج مرارا ان المتمردين يحصلون على دعم من جيران لم تحددهم الا انه من المعتقد ان تكون بوركينا فاسو الموطن الاصلي لغالبية المهاجرين الى ساحل العاج هي التي تدعم المتمردين.