أفيد أمس بأن قيادياً في تنظيم «داعش» قُتل بغارات شنتها طائرات يُعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي في مدينة الرقة، معقل التنظيم في شمال شرقي سورية. وجاء قتله بعد ساعات من غارات استهدفت مقراً مركزياً ل «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) في محافظة إدلب بشمال غربي سورية، ما أدى إلى مقتل قرابة 40 شخصاً من عناصر الجبهة وسجناء كانوا محتجزين عندها. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «انفجارات هزّت بعد منتصف ليلة الثلثاء - الأربعاء مدينة الرقة ... ناجمة عن غارات لطائرات يُعتقد بأنها من دون طيار تابعة للتحالف الدولي». وأوضح «أن الضربات استهدفت قيادياً أمنياً محلياً في تنظيم (داعش) من الجنسية السورية وينحدر من إحدى قرى ريف الرقة، وأدت إلى مقتله»، مشيراً إلى أن هذا القيادي الأمني كان قد انضم سابقاً إلى «جبهة النصرة» (فرع تنظيم «القاعدة» في بلاد الشام)، قبل التحاقه بصفوف «داعش» في الرقة. ولم يذكر «المرصد» اسم القيادي القتيل، لكنه أشار إلى أن طائرات التحالف كانت قد قتلت قبل نحو أسبوع قيادياً آخر يدعى «أبو جندل الكويتي» في محيط منطقة جعبر غربي عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات على بعد نحو 7 كيلومترات من سد الفرات (قرب الطبقة بريف الرقة الغربي). في غضون ذلك، لفتت شبكة «الدرر الشامية» إلى أن «قوات سورية الديموقراطية»، المدعومة من الأميركيين، تقدمت مجدداً على حساب «داعش» في الريف الشمالي الشرقي لمدينة الرقة. وأفادت بأن الطائرات الأميركية شنت غارات على مواقع «داعش» في محور عين عيسى، تبعها هجوم ل «وحدات حماية الشعب» (المكوّن الكردي في «قوات سورية الديموقراطية») انتهى بالسيطرة على قرى عربو ودحلان وهنهود. وجاء هذا التقدم بعد يومين من سيطرة القوات ذاتها على قرية المحمودلي «ذات الأهمية الإستراتيجية» لقربها من مدينة الطبقة ثاني أهم معاقل تنظيم «داعش» في محافظة الرقة. وأطلقت «قوات سورية الديموقراطية» معركة «غضب الفرات» في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بهدف «عزل» مدينة الرقة ثم السيطرة عليها. في غضون ذلك، انشغلت صفحات مؤيدة للمعارضة السورية بتداعيات مقتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من «جبهة فتح الشام» الثلثاء في غارات لم تعرف هوية الطائرات التي نفذتها في شمال غربي سورية. وأفاد «المرصد» بمقتل 25 من الجبهة بينهم قياديون في ضربات جوية استهدفت مقراً قرب بلدة سرمدا، شمال غربي إدلب، مشيراً إلى مقتل أربعة معتقلين كانوا محتجزين في نظارة داخل المقر الذي يعد «أحد أهم مراكز الجبهة في سورية». وأوردت شبكة «شام» الإخبارية، أن الغارات أوقعت قرابة 40 قتيلاً بينهم أسرى لدى «فتح الشام». وذكر مراسل ل «فرانس برس» أن الغارات استهدفت أيضاً مواقع داخل بلدة سرمدا بينها حاجز ل «جبهة فتح الشام». وقال إنه شاهد سيارات اسعاف عدة تهرع إلى المواقع التي استهدفتها الغارات. وأصدرت فصائل مسلحة عدة بيانات تعزية بقتلى «جبهة فتح الشام»، بعد تكهنات بأن استهدافها مجدداً في إدلب قد يكون نتيجة إحداثيات بمواقعها قدمتها بعض الفصائل المعارضة لها، أو ربما نتيجة خرق داخلي. ونجحت طائرات التحالف الدولي في الفترة الماضية في قتل عدد من كبار قادة «فتح الشام» وتنظيم «القاعدة» في إدلب. ويستثني اتفاق وقف النار السوري الذي رعته موسكو وأنقرة قبل أسبوع التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وعلى رأسها «داعش». وتقول موسكو ودمشق إنه يستثني «جبهة فتح الشام»، الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة. ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود «فتح الشام» ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة ابرزها ادلب، ابرز معقل متبق للفصائل بعد خسارتها مدينة حلب الشهر الماضي، على ما أشارت «فرانس برس». من ناحية ثانية (أ ف ب) أعلنت واشنطن الثلثاء أن طائرات حربية تابعة للتحالف الذي تقوده ضد «داعش» في سورية والعراق قدمت الأسبوع الماضي اسناداً جوياً للقوات التركية التي تشن عملية ضد التنظيم في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي (شمال سورية). وقال «البنتاغون» إن القوات التركية طلبت اسناداً جوياً من التحالف بعدما وجدت نفسها تحت وابل من النيران العدوة فاستجاب التحالف بأن أرسل مقاتلات إلى المكان «لم تشن غارات بل قامت بعملية استعراض قوة». وتشهد سورية منذ آذار (مارس) 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.