دفع الممثل السوري الشهير جهاد عبدو ثمناً باهظاً للحرب في بلده ولمواقفه السياسية، وأيضاً لاسمه الذي يثير الذعر في الغرب، فعاش حياة قاسية في المهجر قبل أن يبتسم له القدر مجدداً، ويخرج من الفقر الى أضواء السينما العالمية. ويعتبر جهاد عبدو من الوجوه السينمائية الشهيرة ليس في سورية وحدها، وإنما في المنطقة العربية، لكن الاحداث في بلده قلبت حياته رأساً على عقب. فبعدما كان المعجبون يلاحقونه في الشوارع لإلقاء التحية عليه، صار واحداً من اللاجئين السوريين الأربعة ملايين الموزعين في أنحاء الارض، يعتاش من الدولارات القليلة التي يجنيها من توصيل البيتزا. وادى عبدو ادواراً في 43 فيلماً طويلاً، وشارك ايضاً في مسلسل "باب الحارة" الشهير الذي تابعه 50 مليون مشاهد، لكن شهرته لم تقتصر على براعته التمثيلية، وإنما ايضاً على مواقفه السياسية الجريئة. ويقول هذا الممثل البالغ من العمر 54 سنة: "كانت حياتي جميلة، كان الناس يحبونني، سواء في ادواري السينمائية، او في البرامج التي كنت اشارك فيها واتحدث فيها عن الثقافة والرأي." وأخيراً، ابتسم القدر مجدداً لعبدو، بعدما قرر المخرج الالماني فرنر هرزوغ منحه دور البطولة في فيلم من انتاج هوليوود، الى جانب الممثلة الاسترالية نيكول كيدمان. ويحمل هذا الفيلم اسم "كوين اوف ذي ديزيرت" (ملكة الصحراء)، يرتقب ان يخرج الى صالات العرض في الربيع، وهو يروي قصة عالمة الآثار البريطانية غرترود بيل التي اضطلعت بدور سياسي في العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى. وقال عبدو: "كل المشاهد التي اؤديها هي الى جانب نيكول كيدمان، انها لطيفة جداً، ومحترفة كثيراً، وهي امرأة ذات قلب كبير وذكاء شديد وذهن متقد، وساعدتني منذ اللحظات الاولى". ويروي المخرج الألماني انه لم يدرك قدر الشهرة التي يتمتع بها ممثله السوري، الا حين زارا معاً سوقاً في مراكش اثناء التصوير في المغرب وقال: "كل الناس كانوا يريدون التقاط الصور معه، وكان التجار يمنحوننا نصف السعر تكريماً له"، وفق ما روى لصحيفة "وول ستريت جورنال". وإضافة الى هذا الفيلم، انطلق في اعمال جديدة، منها مسلسل "ذي باتريوت" على "امازون"، وفيلم "بون فوياج" القصير للمخرج السويسري مارك ريمون ويلينكس الذي يتوقع ان يكون ضمن ترشيحات جوائز اوسكار، و"هولوغرام فور ذي كينغ" مع توم هانكس.