بعد تجربة الممثل السوري غسان مسعود في فيلم «أكسودس» مع المخرج ريدلي سكوت، ها هو زميله في الدراما السورية الممثل جهاد عبدو يبشر بدور موعود له مع النجمة نيكول كيدمان في فيلم جديد يحمل اسم «ملكة الصحراء». بخصوص الفيلمين الجديدين اللذين يطل منهما الممثلان السوريان قد لا تبدو الكتابة عنهما من اختصاص هذه الصفحة في شكل مباشر، ولكن باعتبار أن مسعود وعبدو من نجوم الدراما التلفزيونية أساساً، فإن هذا قد يتيح إلى حد ما تناول هاتين المشاركتين، أو مشاركة الأخير على وجه الخصوص بعد أن تناولت مواقع إلكترونية عدة خبراً «موجهاً» من قبل المكتب الفني للممثل السوري حول سبب اختيار كيدمان لعبدو في فيلم يروي حكاية البريطانية غيرترود بيل الملقبة بصانعة الملوك. لا يريد تناول الموضوع، طبعاً، النيل من مسعود أو عبدو لمشاركتهما في أفلام عالمية. بالعكس يمكن القول إن هذا أمر يدعو للغبطة أن نرى نجوماً من عالمنا العربي وهم يتأبطون أذرعة كريستيان بيل وبن كينغسلي ونيكول كيدمان بصرف النظر عن تقويم الأدوار هنا، فنحن على موعد للمشاهدة في أقرب فرصة، ذلك أن مسعود انتهى من تصوير دوره كمستشار للفرعون الأكبر رمسيس في فيلم سكوت، فيما نقرأ اليوم عن دور «فتوح» الدليل الذي رافق بيل في عملها الطويل في الشرق الأوسط. لسنا هنا في صدد تأويل شيء بخصوص الدور. هذا يظل من شأن الممثل طالما أن الدور ذاته لا يزال مكتوباً على الورق. ولكن، سيبدو صعباً تصديق الأسباب المعلنة محلياً أنها دفعت بالنجمة الأسترالية لاختيار مرافقها. فالأمر ينتج عادة عن علاقات متشابكة ومعقدة لا يمكن تفصيلها أو التهاون في تفسيرها وتأويلها، وليس هنا مجال معالجتها كما تفترض الكتابة نفسها. كما أن مشاركته في أفلام تركية وأميركية وإسبانية وروسية قد تكون سبباً وجيهاً للاختيار، وهذا أمر لا يقل في جمالياته المستحدثة، عن الأفلام نفسها التي يجري الحديث عنها. وإلى هذا يبدو صعباً تصديق أن تاريخ عبدو الفني في الدراما السورية هو سبب اختياره للدور، وهذا لا يجيء هنا للتقليل من شأن هذه الدراما التي وصفت كثيراً ب «المتفوقة»، بل لوضع الأمور على السكة الصحيحة، فلا يمكن الاعتقاد أو تصديق أن غيرترود بيل كانت تنقب في الدراما السورية طوال الفترة الماضية أثناء دراستها بحثاً عن مرافقها فتوح. ربما الحديث عن طبيعة هذه الإنتاجات الهوليودية يأتي بإجابات مختلفة تماماً، طالما أننا ما زلنا نجهل طريقتها في الكشف والاستقصاء. الكشف هناك يظل مختلفاً في المرتبة الأولى. والاستقصاء عن الوجوه الشرق الأوسطية قد يظل لغزاً، ولكنه غير عصي على الفهم، وهذا قد يجيء في المرتبة الأولى أيضاً.