أثارت الأممالمتحدة مخاوف من مجازر عرقية واسعة في جنوب السودان بإعلانها أمس أن المتمردين الموالين لرياك مشار نائب الرئيس المقال، قتلوا «مئات المدنيين» أثناء سيطرتهم على مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية الأسبوع الماضي. في الوقت ذاته، أعلنت الخرطوم أن المجازر طاولت عشرات السودانيين في المدينة، غالبيتهم تجار من إقليم دارفور. وعزت سلطات الخرطوم ذلك الى وقوف «حركة العدل والمساواة» في دارفور إلى جانب القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في مواجهة مسلحي مشار. وتأتي الأنباء عن مقتل «مئات المدنيين» في بانتيو بعد تحذيرات متكررة من النزعة العرقية المتطرفة لميليشيا «الجيش الأبيض»، وهي من إتنية النوير التي ينتمي اليها مشار، فيما ينتمي سلفاكير إلى إتنية الدينكا. وأشارت الأممالمتحدة في بيان أمس، إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة 400 آخرين في مسجد وكنيسة وفي مركز مهجور للمنظمة الدولية، فضلاً عن مستشفى مدينة بانتيو التي سيطر عليها المتمردون في 15 الشهر الجاري. وأضاف انه حين «سيطر المتمردون على بانتيو، فتشوا مناطق عدة اتخذ منها مئات المدنيين الجنوب سودانيين والأجانب ملجأً لهم، وقتلوا المئات من المدنيين بعد تأكدهم من انتمائهم الإتني وجنسياتهم». واتهمت الأممالمتحدة القوات الموالية لمشار بأنها «فصلت أشخاصاً من جنسيات معينة ومجموعات إتنية ووضعتهم تحت الحماية، فيما قتل الآخرون». وزادت أن «رجالاً ونساء وأطفالاً من قبيلة النوير قتلوا في مستشفى بانتيو، حيث اختبأوا ورفضوا الانضمام إلى باقي المنتمين إلى النوير الذين احتفلوا بدخول القوات المتمردة إلى المدينة». وأوضح البيان أن أشخاصاً من مجموعات جنوب سودانية أخرى وقادمين من منطقة دارفور، «استُهدفوا بشكل خاص وقتلوا في المستشفى». وأعلنت السفارة السودانية في جوبا، أن عدداً من الجرحى السودانيين في المعارك التي وقعت في بانتيو بين قوات المتمردين وحكومة جنوب السودان، سيصلون إلى الخرطوم بعد أن تمكنت قوات الأممالمتحدة من إجلائهم من المدينة. وأشار مجدي مفضل، نائب رئيس البعثة الديبلوماسية السودانية في جوبا، إلى استمرار المعارك في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، في حين هدأت الأوضاع نسبياً في ولاية جونغلي. وأفادت مصادر رسمية في جوبا بأن حصلية مجزرة بانتيو يومي الإثنين والثلثاء من الأسبوع الماضي ارتفعت إلى 406 قتلى غالبيتهم من دارفور، قتلهم المتمردون انتقاماً من مشاركة متمردي «حركة العدل والمساواة» في القتال إلى جانب الجيش الحكومي في جنوب السودان. وانتشرت سرادقات عزاء في عدد من مدن السودان، خصوصاً في إقليمي دارفور وكردفان الذي تنتمي إليه غالبية التجار السودانيين الذين قتلوا في بانتيو، وسط مطالب من عوائل القتلى وقبائلهم بالثأر من المتمردين. وقال وزير الداخلية السوداني عبد الواحد يوسف إبراهيم للصحافيين في الخرطوم، إن السبب الرئيسي لتلك الأحداث هو تورط «الجبهة الثورية» في القتال الدائر بين جيش جنوب السودان وقوات المتمردين. وأضاف أن «ما حدث لهؤلاء الضحايا من قبل قوات مشار جنته عليهم الجبهة الثورية التي تورطت هي الأخرى في القتال إلى جانب قوات سلفاكير».