أعلنت الرئاسة السودانية امس، ان الرئيس عمر البشير سيتوجه الى جوبا اليوم في اول زيارة من نوعها منذ بدء القتال في جنوب السودان، يلتقي خلالها نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت. ويرافق البشير في زيارته وزير الخارجية السوداني علي كرتي، في مؤشر مهم الى دخول الخرطوم بقوة على خط الوساطة لإنهاء الأزمة في الجارة الجنوبية المستمر منذ اسابيع، فيما اتهم الجيش الموالي لسلفاكير «الإعلام في الخرطوم بالترويج لأحلام شيطانية ترمى الى انهيار دولة الجنوب». في غضون ذلك، انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، محادثات «مباشرة» بين وفدي رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وخصمه رياك مشار، فيما نزح عدد من سكان جوبا نحو الحدود الأوغندية غداة مواجهات عنيفة وسط العاصمة. ونفت الرئاسة في الدولة الوليدة معلومات عن تقدم المتمردين، وأكدت قرب استعادة جيشها السيطرة على مدينتي بور عاصمة ولاية جونقلي وبانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية. وركزت المحادثات في أديس ابابا التي ترعاها «الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا» (إيغاد) على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح السجناء السياسيين المعارضين لسلفاكير، وسط ضغوط غربية وإفريقية لإحراز تقدم يوقف القتال ونزوح المدنيين. وتعانق رئيسا وفدي الحكومة نيال دينق والمتمردين تعبان دينق، خلال افتتاح المحادثات. وكرر تعبان مطالب مشار (النائب السابق للرئيس) بإطلاق السياسيين المعارضين ورفع حال الطوارئ التي فرضها سلفاكير في ولايتي جونقلي والوحدة. وواصل مشار ضغوطه المعنوية على نظام خصمه، اذ أكد في تصريح امس، أن مقاتليه استولوا خلال يومين على أربع مناطق على مشارف العاصمة، ويتجهون حالياً إلى جوبا. وأضاف: «لدينا قوات في غرب جوبا وشرقها وتتجه إلى العاصمة للسيطرة عليها». واتهم القوات الحكومية بقتل مالا يقل عن خمسة آلاف مواطن من قبيلة «النوير» التي يتحدر منها. واتهم سلفاكير بأنه «غير راغب في إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2015، لذا «قام بعمل عسكري ضدنا، واعتقل قيادات من حزب الحركة الشعبية الحاكم». وفي المقابل قال الناطق باسم الرئاسة في جنوب السودان أتينج ويك أتينج، إن «المتمردين باشروا حرباً إعلامية من خلال خلق أكاذيب»، مشيراً الى ان «لا سبب يدعو الى انهيار الحكومة والدولة في جنوب السودان. وأكد الناطق ان «قوات رايك مشار لا تملك قدرات تؤهلها لمهاجمة جوبا». وفي تطور لافت، انتقد الناطق بشدة بعثة الأممالمتحدة التي «يحاول منتسبوها تقديم معلومات مضللة للعالم حول طبيعة الوضع في جنوب السودان، خصوصاً ما يدور في ولاية جونقلي»، مشيراً إلى أن «مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تتداول معلومات مغلوطة عن سيطرة المتمردين على جوبا، ولكنها أحلام». كذلك قال الناطق باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب أغوير: «نعلن بكل ثقة أن جنوب السودان يشهد حالاً من الاستقرار»، نافياً وجود حرب قبلية في البلاد. واعترف الناطق العسكري في مؤتمر صحافي بأن «وحدات حكومية» انشقت في جنوب وجنوب غربي البلاد، لكنه أكد أن الحكومة تسيطر على معظم أنحاء جنوب السودان. وأكد أن «قيادة الجيش الشعبي لا تزال موحدة ولن نكون جيشاً تابعاً لحزب أو قبيلة». وشدد أغوير على أن القوات الحكومية استطاعت أن تستعيد مناطق سيطر عليها المتمردون، الذين اتهمهم بزج أطفال في القتال. واتهم الإعلام في الخرطوم بالترويج لما وصفه ب «أحلام شيطانية ترمى إلى انهيار دولة جنوب السودان». وأضاف الناطق العسكري أن السلطات بدأت التحقيق في شأن الاشتباكات التي شهدتها جوبا ليل السبت - الأحد، مؤكداً أنها وقعت بعيداً من القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي، ونفى تقدم المتمردين نحو جوبا، وتابع «هذا تضليل، لا وجود لقوات معادية غربي جوبا». وأتى ذلك على رغم تقارير عن سماع «دوي انفجارات عنيفة وإطلاق رصاص كثيف في منطقة توجد بها ثكنة للجيش قرب القصر الرئاسي استمر فترة لا تقل عن ساعة».