مع تزايد أعمال العنف والاعتداءات بحق المدنيين في جنوب السودان، حضت رئيسة لجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في هذا البلد، ياسمين سوكا المجتمع الدولي على وضع حد لإبادة عرقية في الدولة الناشئة، على غرار ما حدث في رواندا، من خلال نشر فوري لقوة حماية دولية من 4 آلاف عنصر. واحتجزت جنوب أفريقيا زعيم التمرد في جنوب السودان رياك مشار. وطالبت سوكا بتأسيس محكمة لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب العنف لمنع اتساع الحرب. وقالت خلال جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس، إن «جنوب السودان يقف على شفا حرب أهلية عرقية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة كلها». وأضافت أن من المتوقع أن تتصاعد حدة القتال مجدداً مع بدء موسم الجفاف، وأشارت إلى اعتداءات جنسية واسعة النطاق، يقع بعضها حتى في موقع للأمم المتحدة في جوبا على مرأى من قوات حفظ السلام الدولية. وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، إن على الاتحاد الأفريقي أن يشكل محكمة لجنوب السودان بسرعة، «مع تركيز قوي على مسؤولية القيادة عن فظائع». يأتي ذلك غداة تلويح الاتحاد الأوروبي بعقوبات جديدة ضد المحرضين على الكراهية العرقية والمعرقلين لعملية السلام في جنوب السودان. ودعا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس، إلى بدء «حوار وطني» مفتوح للكل بمَن فيهم المعارضون في المنفى، يرمي إلى إرساء السلام بعد 3 سنوات على اندلاع الحرب الأهلية. وتعهد أمام البرلمان في جوبا، ضمان أمن المشاركين في الحوار، بمن فيهم المعارضون. وفي أعقاب اقتراح الولاياتالمتحدة على مجلس الأمن فرض عقوبات على زعيم التمرد في جنوب السودان رياك مشار، أكدت سلطات جنوب أفريقيا، أنها وضعت مشار قيد الإقامة الجبرية في منزل خارج بريتوريا لمنعه من مغادرة البلاد، وذلك بعد رفض السودان وإثيوبيا استقباله. وكشفت تقارير في بريتوريا، أن تقييد تحركات مشار ترافق مع مراقبة مكالماته الهاتفية. في الوقت ذاته، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا كلايسون مونيلا، أن يكون مشار محتجزاً، واعتبره «ضيفاً» على جنوب أفريقيا التي تسعى إلى منع تحوّل الحرب الأهلية إلى إبادة جماعية. وزاد: «إن ضيافتنا مشار جزء من مسؤوليتنا كوسيط». ولفت إلى أنه من الصعب التنبؤ بمدة إقامته، وقال: «يصعب وضع جدول زمني، نسبةً إلى الأوضاع الأمنية وقضايا السلام».