قفزت أسعار النفط اليوم (الاثنين) إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف 2015، في استجابة سريعة لنتائج اتفاق «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) مع المنتجين غير الأعضاء بالانضمام إليها في خفض في الإنتاج. إذ تعهدت الدول ال 11 خارج «أوبك» السبت الماضي في فيينا بخفض انتاجها 558 ألف برميل يومياً، معظمها من روسيا التي أعلنت قبل أسبوع أنها ستخفض إنتاجها بمقدار 300 الف برميل. وكانت «أوبك» توصلت الى اتفاق أول في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) لخفض الانتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً. وفيما افتتحت الأسهم في التعاملات المبكرة اليوم على ارتفاع أسهم شركات النفط قرب أعلى مستوياتها في 17 شهراً، سجلت الأسواق الآسيوية القفزات القوية إذ ارتفع خام القياس العالمي «مزيج برنت» إلى 57.89 دولار للبرميل في التعاملات الخارجية بين أمس الأحد واليوم ليسجل أعلى مستوى منذ تموز (يوليو) 2015. وبحلول الساعة 0608 «بتوقيت غرينتش» صعد خام «غرب تكساس الوسيط» أكثر من خمسة في المئة ليسجل 54.08 دولار للبرميل، في حين ارتفع سعر مزيج برنت 4.4 في المئة إلى 56.72 دولار للبرميل. وارتفع سعر برميل النفط الخفيف «لايت سويت كرود» المرجع الأميركي للخام تسليم كانون الثاني (يناير) 2.50 دولار ليبلغ 54 دولاراً في المبادلات الالكترونية. أما برميل «برنت» نفط البحر الشمال المرجعي الاوروبي تسليم شباط (فبراير)، فربح 2.41 دولار الى 56.74 دولار. وقال المحلل في مجموعة «اواندا» للخدمات المالية جيفري هالي إن «اتفاق فيينا محفز والأسواق لا تأخذ في الاعتبار الانتاج القياسي للسعودية في تشرين الثاني» (نوفمبر). ورأى مصرف «غولدمان ساكس» أن «اتفاق فيينا هدفه كبح جماح المخزونات وإعادتها إلى مستوياتها الطبيعية وليس بالضرورة رفع أسعار النفط». وأضاف في مذكرة صادرة أمس (الأحد): «على رغم محدودية الخفض عن المعلن سابقاً، فإن الاتفاق مع ذلك يظل جديراً بالاهتمام لأنه يبدد الشكوك بشأن احتمال مشاركة المنتجين المستقلين في خفض أوبك». وشدد على أن «تنفيذ تخفيضات الإنتاج المنسقة بين «أوبك» والمنتجين المستقلين أمر مطلوب لدعم أسعار النفط الفورية إلى مستوى الأسعار المتوقع للنصف الأول من 2017 عند 55 دولاراً للبرميل لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط». وأضاف أن «الالتزام الأفضل من المتوقع ربما يقود في البداية إلى ارتفاع الأسعار فيما يعادل الالتزام الكامل إضافة ستة دولارات للبرميل لتوقعاتنا للأسعار». لكن «غولدمان ساكس» حذر من «أنه مع اقتراب أسعار خام غرب تكساس الأميركي الوسيط من 55 دولارا للبرميل فإن المنتجين خصوصاً في الولاياتالمتحدة قد يبدأون زيادة إنتاجهم». وقال: «في نهاية المطاف ستظل مدة الخفض قصيرة في رأينا تستهدف المخزونات الزائدة وليس الوصول إلى أسعار مرتفعة للنفط». إلى ذلك، قال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في تغريدة على «تويتر» اليوم إن «سعراً بين 50 دولاراً و60 لبرميل النفط يعتبر مريحاً بشكل أكبر لموازنة روسيا ويرضي كل من المنتجين والمستهلكين». وأعلن وزير الطاقة الكازاخستاني كانات بوزومباييف اليوم أن خفض إنتاج بلاده النفطي بواقع 20 ألف برميل يومياً سيكون «رمزياً» مقارنة مع إنتاج تشرين الثاني (نوفمبر) القياسي البالغ 1.7 مليون برميل يومياً. وأبلغ الوزير أن «كازاخستان لن تضع قيوداً على إنتاج أكبر حقولها النفطية كاشاجان وكاراشجاناك وتنجيز وأنها بدلاً من ذلك ستؤجل التوسع في حقلين صغيرين وتعتمد على الخفضالطبيعي في إنتاج حقول أخرى». ولفت مصدران إلى أن العراق يعتزم تصدير حوالى 3.5 مليون برميل يومياً من خام البصرة من الموانئ الجنوبية في كانون الثاني (يناير). وأشارا إلى أن «صادرات كانون الثاني (يناير) ستشمل حوالى 2.6 مليون برميل يومياً من خام البصرة الخفيف و903 آلاف برميل يومياً من خام البصرة الثقيل».