هوت أسعار النفط للجلسة السابعة على التوالي أمس لتقترب من أدنى مستوياتها في 11 سنة بسبب مخاوف متنامية من تفاقم تخمة النفط العالمية في الشهور المقبلة، وسط حرب أسعار بين المنتجين الرئيسيين. وانخفض خام «برنت» 3.4 في المئة إلى ما دون 37 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008 وهبط خام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي 2.5 في المئة إلى ما دون 35 دولاراً للبرميل. وجرى تداول «برنت» بسعر يزيد نحو 50 سنتاً عن المستويات المتدنية التي سجلها خلال الأزمة المالية عام 2008 حين وصل إلى 36.20 دولار للبرميل. وكان أقل سعر للخام الأميركي أثناء الأزمة المالية 32.40 دولار سجله في كانون الأول 2008. وتهبط أسعار الخامين في شكل يومي منذ أن تخلت «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) في الرابع من كانون الأول عن سقف إنتاجها. وهبط الخامان خلال جلسات التعامل الست الماضية أكثر من 13 في المئة. وتضخ المنظمة كميات تقترب من مستويات قياسية منذ العام الماضي في محاولة لإخراج منتجين ذوي كلفة أعلى من السوق مثل شركات إنتاج النفط الصخري الأميركي. ويُرجح أن يدخل معروض جديد إلى السوق مطلع العام المقبل فيما تستعد إيران لزيادة الإنتاج فور رفع العقوبات عنها. وأفادت شركة «بي إم آي» للبحوث في مذكرة «كل الإنتاج الجديد سيخصص للصادرات ... وستتمكن إيران من زيادة صادراتها من النفط الخام والمكثفات بحد أقصى 700 ألف برميل بحلول نهاية 2016». إلى ذلك، أفادت مصادر في تجارة النفط نقلاً عن برنامج مبدئي للشحن بأن العراق يعتزم تصدير نحو 3.4 مليون برميل يومياً من خام البصرة من مرافئه الجنوبية في كانون الثاني (يناير) المقبل بارتفاع 17.2 في المئة عن الشهر السابق. وأضافت المصادر أن خام البصرة الخفيف سيقود الزيادة في صادرات كانون الثاني إذ إن الصادرات منه قد تصل إلى 2.61 مليون برميل يومياً بارتفاع نحو 23 في المئة عن الشهر الجاري. وأشارت المصادر إلى أن صادرات خام البصرة الثقيل في كانون الثاني ستبلغ 750 ألف برميل يومياً من دون تغيير عن مستواها هذا الشهر. من جهة أخرى، أفاد مصدر في مجال النفط بأن صادرات إيران من النفط الخام سترتفع هذا الشهر إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر، فيما يعزز المشترون صفقاتهم بناء على توقعات برفع العقوبات مطلع العام المقبل. وأضاف المصدر المطلع على جدول تحميل الناقلات أن إيران في طريقها لتصدير 1.26 مليون برميل يومياً من الخام الشهر الجاري. وهذا الرقم المبدئي أعلى من مستوياته قبل شهرين فقط بمقدار الربع تقريباً وقد يثير مخاوف من تخمة عالمية في المعروض تفاقمت منذ أن فشلت «أوبك» في تحديد سقف للإنتاج خلال اجتماعها الأخير. وأوضح أن الهند ستشحن 203 آلاف برميل يومياً الشهر الجاري واستوردت 139 ألفاً الشهر الماضي، أما اليابان فاستوردت 188 ألف برميل يومياً في كانون الأول وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) وشحنت 177 ألف برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر). ولم تستورد كوريا الجنوبية أي خام من إيران في تشرين الثاني واشترت 29 ألف برميل يومياً من النفط المكرر لكنها ستحصل على 189 ألف برميل يومياً من النفط الخام والمكرر هذا الشهر. وفي الصين تعكف شركة «سينوبك» لخدمات حقول النفط على إنشاء محطة للتزود بالوقود على جزيرة في بحر الصينالجنوبي، فيما تواصل بكين التوسع في منشآت البنية التحتية المدنية في الممر المائي المتنازع عليه لتعزز بسط سيطرتها في قلب المنطقة البحرية في جنوب شرقي آسيا. وأعلنت الشركة على موقع التدوين المصغر أمس، إن العمل على محطة الوقود وصهريج التخزين الملحق بها على جزيرة «وودي» ضمن مجموعة جزر «باراسيلز» سيستغرق نحو سنة. وأفاد الموقع الإلكتروني بأن محطة الوقود وصهريج التخزين سيفيان بحاجات الوقود في منطقة الجزر التي تسيطر عليها الصين خلال السنوات الخمس المقبلة.